حقيقة الحقيقة :
أحكام
الشريعة تقرب من إفهام العوامّ والخواصّ ، وأحكام الطريقة تقرب من إفهام الخواصّ.
وأمّا أحكام
الحقيقة فهي لا تقرب إلاّ إلى إفهام خواصّ الخواصّ ، ولا يجوز أن يعبّر عنها ببيان
، ولا ينبغي أن يفسّر منها بلسان ، إلاّ أنّه كلّما يراد أن يشار إليها ببنان
حين ضرورة بيانها ، ووجوب عيانها ؛ لتحقيق اليقين وتشويق الطالبين ؛ ينبغي أن ترمز
على وجه سالم من الضّرر ، وطريق خالص عن الخطر ، بأن ترى
في لباس الطريقة عين الخواصّ ، وفي
كسوة الشريعة عين العوامّ ؛ لتدركها
الأفهام
، وينتفع بها العقلاء من الخاصّ والعامّ بعناية الله (العليّ العلاّم) .
الهداية في ختم الكلام
:
من كان في حقّ حاله رحيماً ، وصار بقدر كماله
عليماً ، ولم يكن في حقيقة ذاته وصفاته ظالماً جائراً ، ولا في طريقة أحواله وحالاته
قاصراً حائراً ؛ وجب عليه
عقلاً وفرض عليه نقلاً أن ينظر بعين عقله ، فينظر إلى
__________________