الحقيقي ـ الذي هو نور عين النور ـ وسائر المجرّدات في غاية السرور ؛ فتحصل لها لذّة وبهجة ، وفرح وراحة ، يمتنع توصيفها ويستحال تعريفها(١) فإنّ ابتهاج حال العاشق في المشاهدة بقدر معراج جمال المعشوق في الملاطفة ، فإذا كان معراج جمال المعشوق غير متناه كان ابتهاج حال العاشق أيضاً(٢) غير متناه ، فيظهر حينئذ «سرّ ما لا عين رأت ولا أُذن سمعت»(٣) فتهيّئ لها(٤) تلك الصفات الحميدة ، والأخلاق المرضيّة في لباس الماء والآلاء ، والحور والقصور ، والغلمان والثمرات ، وسائر نعماء الجنات ، كما قال الله عزّ وجلّ : (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ ماء غَيْرِ آسِن وَأَنْهارٌ مِنْ لَبَن لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهارٌ مِنْ خَمْر لَذَّة لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَل مُصَفّىً وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِن
__________________
الطالبين إلى نهج المسترشدين : ١٦ ، وفي شرح تجريد العقائد : ٢٤٩ ، قال : الجزم إن لم يكن مطابق للواقع يسمّى جهلاً مركّباً ؛ وإن كان مطابقاً له ؛ فإن كان ثابتاً ـ أي ممتنع الزّوال بالتّشكيك ـ سُمّي يقيناً.
(١) في جميع النسخ : امتنع توصيفها واستحال تعريفها ، وما أثبتناه هو الراجح.
(٢) لم ترد في «ث».
(٣) قال تعالى : (فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُم مِن قُرَّةِ أَعْيُن جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) ، سورة السجدة ٣٢ / ١٧ ، وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : «قال الله تعالى : أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ، ولا أُذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر».
اُنظر في ذلك : عدّة الداعي لابن فهد الحلّي : ٩٩ ، وعنه البحار ٨ / ١٩١ ح ١٦٨ وميزان الحكمة لري شهري ١ / ٤٢٥ ح ٢٥٢٩ ، رسائل للشهيد الثاني : ١٥٧ ، محاسبة النفس للكفعمي : ١١٦ ، جواهر السنيّة للحرّ العاملي : ٢٥٩ ، وفي كتب العامّة : مسند أحمد ٣١٣٢ ، و ٤٣٨ ، و ٤٦٦ ، و ٤٩٥ ، صحيح البخاري ٤ / ٨٦ ، و ٦ / ٢١ ، صحيح مسلم ٨ / ١٤٣ ، سنن الترمذي ٥ / ٢٦ ح ٣٢٤٩ و ٥ / ٧٤ ، مسند حميدي : ٤٨٠ ، سنن الدارمي ٢ / ٣٣٥ ، مسند أبي يعلى ١٢ / ١٥٩ ح ٦٢٧٦ ، مسند ابن حبّان ٢ / ٩١ ، كنز العمّال ١٥ / ٧٧٨ ح ٤٣٠٦٩.
(٤) في «م» و «ث» : له.