كمال جمال الحقّ ، وقبح كلّ قبيح من نقصان قبول الخلق ، فإنّ لكلّ كمال جمال معنوي ، (ولكلّ جمال كمال معنوي) (١) ، وكمال جمال الكمال تكميل ووفور ، وكمال كمال الجمال تجميل(٢) وظهور ؛ لأنّ في كلّ كمال بلا تكميل نقصاناً وفتوراً ، وفي كلّ جمال بلا تجميل عيباً وقصوراً(٣) ، وذاته تعالى وتقدّس(٤) منزّهة عن شوائب النقصان والقصور ، فلم يجز أن تكون(٥) بدون التكميل والظهور(٦) ، وقد بُرهن في الحكمة : إنّ فائدة كلّ فعل متقدّمة في علم الفاعل المختار ، ومتأخّرة عن الفعل بالاختيار ، فظهر أنّ الحكمة في إيجاد الخلق(٧) تجميل جمال الذّات لفيض الإحسان ، وتكميل كمال المصنوعات بقدر الإمكان.
الكيفيّة :
من البيّن أنّ اللائق بكمال مرتبة السلطنة ، والحقيق بجمال منزلة العظمة أن لا يباشر الملك بنفسه جميع (أُمور المملكة ، بل المناسب أن يباشر بنفسه ما يليق بعزّته ، ويُفوّضُ باقي أُمور مملكته إلى الأعقل الأقوى
__________________
(١) ما بين القوسين لم يرد في «ث».
(٢) في «ث» : وجمال كمال الجميلا تجميل : وما أثبتناه من «م» و «ك».
(٣) في «م» و «ث» : وفي كلّ جمال بلا تجميلا عيب وقصور.
(٤) في «ث» لم ترد.
(٥) في «ث»: أن يكون.
(٦) في «ث» : ولم يمكن أن يكون بدون التجميل والحضور ، وما أثبتناه من «م» و «ك».
(٧) الخلق : هو اختراع الفعل أو تقدير الفعل أو إحكامه. الحدود والحقائق للمرتضى : ١٥٩.
ما الحكمة في الخلق؟ اُنظر : رسائل الشريف المرتضى ١ / ١٢٩ ، أوائل المقالات : ٦٠ ، المغني في أبواب التوحيد والعدل ١١ / ٥٨ ، لمع الأدلّة : ١٠٦ ، الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرّشاد : ٩٢ ، غاية المرام في علم الكلام : ٢٢٣.