فإنّه ممكن بحكم البرهان ، والله تعالى قادر على كلّ ما كان في عالم الإمكان ، وأخبر به الأنبياء الصّادقون (في الحكم المطلق ، وحكم به الأوصياء الناطقون بالصدق) (١) والحقّ ، وكذا وجود القيامة ، وعذاب القبر ، والسؤال ، والصّراط ، والميزان ، والتطاير ، والإنطاق ، وكذا وجود الجنّة والنار الموعودتين المحسوستين ؛ لاستيفاءِ الثواب والعقاب بالاستحقاق.
تنبيه :
شبهة الفلاسفة مدفوعة ، بأنّه على تقدير ثبوت فيضان النفس من العقل الفَعّال(٢) عند الاستحقاق الوارد على الجسد لا نسلّم اجتماع النفسين على البدن الواحد ، لم لا يجوز أن يكون الفيضان بعد جمع الأجزاء؟! وقيام الاستحقاق الخاصّ بها عبارة عن تعلّق النفس الأولى بها بعينها ، كتعلّق نور الشمس بصفاء دُرّة مكرّرة في مقابلة ضيائها بعينها(٣).
__________________
تعالى: (فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّة) الاسراء ١٧ / ٥١، وقوله تعالى: (مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى) طه ٢٠ / ٥٥؛ وقوله تعالى: (..... وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِر عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ) الأحقاف ٤٦ / ٣٣، وكقوله تعالى: (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ) الروم ٣٠ / ١٩.
(١) ما بين القوسين لم يرد في «ث» ، وما أثبتناه من «م» و «ك».
(٢) العقل الفعّال : هو الذي يخرج من الملكة إلى الفعل التّامّ ، ومن الهيولانيّ إلى الملكة.
اُنظر : شرح الإشارات والتنبيهات : ٩٥.
(٣) اُنظر في ذلك : وجود العقول الفعّالة ودفع ما اشتهر من الفلاسفة : رسالة حدوث العالم لصدر الدين : ٢٦٣ ، الرّسائل لصدر الدين : ٦٠. * الظرف الأوّل متعلّق بالخاصّ ؛ والثاني بالقيام (منه قدسسره).