الأعصار حقّ(١) ، فإنّ العصر لا يخلو من وجود(٢) معصوم ، وليس ليس(٣) ذلك بمعلوم ، فوجب على كلّ عاقل مميّز أن يعرف إمام زمانه(٤) ، بأن يعلم وجوده وخواصّه ، بحيث حيث يجده يعلم أنّه هو إمام زمانه(٥) ، وسبب الغيبة إنّما هو من قبل الرّعيّة ، فإذا زال السبب بمشيّة النّاصب ؛ وجب ظهور الغائب(٦) ، واستبطاء الظهور لا يدلّ على عدم الظهور ، واستبعاد طول العمر
__________________
(١) في «ث» : واتّفقت عليه الأمّة حقّ في عصر من الأعصار ؛ وما أثبتناه من «ك» و «م».
(٢) لم ترد في «م».
(٣) أي بمعنى : وليس عدم ذلك بمعلوم.
(٤) إشارة إلى الحديث المتواتر الصحيح : «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتةً جاهليّة». وورد هذا الحديث في مصادر الفريقين الخاصّة والعامّة بألفاظ مختلفة وأسانيد متعدّدة.
أمّا عن طريق الخاصّة اُنظر في ذلك : أُصول الكافي ١ / ٣٧٦ ، باب «من مات وليس له إمام من أئمّة الهدى» ، وفي ١ / ٣٧٨ ـ ٣٨٠ ، باب «ما يجب على الناس عند مضيّ الإمام» ، عيون أخبار الإمام الرضا عليهالسلام ٢ / ٥٨ ، المحاسن للبرقيّ : ١٥٣ ـ ١٥٤ ، بحار الأنوار ٢٣ / ٧٦ ـ ٩٥ ، وغيرها.
وأمّا عن طريق العامّة : اُنظر في ذلك : مسند أحمد ٤ / ٩٦ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٩ / ١٤٧ ، طبقات ابن سعد ٥ / ١٤٤ ، المعجم الكبير ١٩ / ٣٨٨ ح ٩١٠ والمعجم الأوسط للطبراني ١ / ١٧٥ ح ٢٢٧ و ٦ / ١٢٨ ح ٥٨٢٠ ، كنز العمّال ١ / ١٠٣ ح ٤٦٣ ، المصنّف لابن شيبة ١٥ / ٣٨ ، التاريخ الكبير للبخاري ٦ / ٤٤٥ ح ٢٩٤٣ ، ورواه بلفظ قريب من هذا كلّ من أحمد في مسنده ٣ / ٤٤٦ ، وفي كشف الأستار للهيثمي ٢ / ٢٥٢ ح ١٦٣٦ ؛ مسند أبي يعلى ١٣ / ٣٦٦ ح ٧٣٧٥ ، مسند الشاميّين للطبراني ٢ / ٤٣٧ ـ ٤٣٨ ح ١٦٥٤ ، مسند الطيالسي : ٢٥٩ ح ١٩١٣ ، السُنّة لابن أبي عاصم : ٤٨٩ ح ١٠٥٧ ، الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان ٧ / ٤٩ ح ٤٥٥٤ ، حلية الأولياء ٣ / ٢٢٤ وقال : «هذا الحديث صحيح ثابت».
(٥) في «ث» لم ترد.
(٦) الغَيْبَةُ : من الغَيْبُوبةِ ، وغيوباً ، وغياباً ، وغيباً وهو : كلّ ما غاب عنك ، أو ما