الأنام(١).
فائدة :
يمكن أنّ تتغيّر الشرائع باقتضاء أحوال الأزمنة والأشخاص إيّاه بحسب تغاير الوقائع ، فالنسخ جائز ؛ لأنّه رفع الحكم الثابت بالنصّ بنصّ آخر(٢) ؛ للمصلحة في النظام مع اختلاف الأوقات والأشخاص(٣) الأنام ، ولا يلزم منه البداء كما زعمته اليهوديّة.
فإنّ البداء هو الرجوع عن الحكم على الندم بلا اختلاف الأوقات والأشخاص(٤) والأمم(٥).
__________________
(١) قال العلاّمة الحلّي قدسسره : ذهبت الإماميّة كافّة إلى أنّ الأنبياء معصومون عن الصغائر والكبائر ، منزّهون عن المعاصي ، قبل النبوة وبعدها ، على سبيل العمد والنسيان ، وعن كلّ رذيلة ومنقصة ، وما يدلّ على الخسّة والضعة.
وقال : وخالفت أهل السُنّة والجماعة كافّة في ذلك ، وجوّزوا عليهم المعاصي ، وبعضهم جوّزوا الكفر عليهم قبل النبوّة وبعدها ، وجوّزوا عليهم السهو والغلط. اُنظر : نهج الحقّ : ١٤٢ ، دلائل الصدق ٤ / ١٧ ـ ٤٩.
(٢) أي التغيّر (منه قدسسره)
والنّسخ في اللغة : النّقل والإزالة. واصطلاحاً : هو رفع حكم شرعيّ بحكم آخر شرعي متراخ عنه على وجه لولا الثّاني لبقي الأول. إرشاد الطّالبين إلى نهج المسترشدين : ٣١٨ ، اللوامع الإلهيّة في المباحث الكلاميّة : ٢٣٢ و ٣٢٢ ، كشف الفوائد : ٧٧ ، لباب العقول : ٣٥٨ ، تلخيص المحصّل : ٤٥٧ ، قواعد العقائد للطوسي : ٣٤.
(٣) في «م» و «ك» : أشخاص ، وما أثبتناه من «ث».
(٤) المصدر السابق.
(٥) البداء هو : الظهور لغةً اذا أمر الله تعالى بالشّيء في وقت مخصوص على وجه معيّن بمكلّف واحد ، ثمّ نهى عنه على هذه الوجوه كلّها فهو البداء ، (المتكلّمون). اُنظر في ذلك : رسائل المرتضى ١ / ١١٦ ، اللّوامع الإلهيّة في المباحث الكلاميّة : ٢٣٥ و ٣٢٢ ، والحقائق للمرتضى : ١٥٤ ، أوائل المقالات : ٩٤ ، و ١٦٨ ، تصحيح الاعتقاد : ٥٠ ، شرح الأُصول الخمسة : ٥٨٥ ، وغيرها.