المعارضة ، مقترن بالتحدّي ، موافق للدّعوى.
الركن الأوّل :
إنّ النّبوّة(١) من اللّطف الواجب من جانب الناصب ، فإنّ غرض الخالق من خلق العباد مصلحتهم في الإرشاد ، فوجب تنبيههم على ما يعاضده مُتَيقّنَ العقل في نظرهم لأحكَامه أو إتقَانِه(٢) ، وتعليمهم ما لا تستقلّ عقول أكثرهم بإدراكه وإتقانه(٣) من أمر معادهم ، وحشر أجسادهم ، وكيفيّة معاشرتهم ، وحسن معاملتهم وانتظام أسباب معاشهم ، وانتساق آداب انتعاشهم لفساد معاملاتهم في أثناء ملاقاتهم ؛ لاختلاف دواعيهم وإرادتهم بكثرة حواسّهم وآلاتهم ، ولم يمكن تنبيههم إلاّ بواسطة مثلهم ؛
__________________
للنّبيّ بالدعوة ودالاًّ على اختصاصه بالنبوّة ، كما يدلّ عليه قوله تعالى ـ في قصّة آصف بن برخيا في إحضار عرش بلقيس ـ : (أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ) سورة النمل ٢٧ / ٤٠ ، وقصه مريم : (كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمَـحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً ...) سورة آل عمران ٣ / ٣٧ وقد ظهر على يد أمير المؤمنين عليهالسلام : خوارق كثيرة ، منها : قلع الباب مع عجز إعادة سبعين رجلاً من الأقوياء ، ومنها مخاطبة الثعبان على منبر الكوفة ، وهو حكّام الجنّ سئل مسألة مشكلة فأجاب عليهالسلام. ومنها : رفع الصخرة عن القليب حين التوجّه إلى الصفّين مع عجز أصحاب عن نقلها ، فقلعها ورمى بها مسافة بعيدة ، حتّى شربوا ثمّ أعادها ، فرأى صاحب الدير وأسلم. ومنها : محاربة الجنّ حين أرادوا أن يضرّوا بالنّبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في مسيره إلى بني المصطلق ، فقتل منهم جمعاً كثيراً وجمّاً غفيراً. ومنها : ردّ الشمس وغير ذلك من الوقائع المنقولة عنه عليهالسلام. حال ادّعائه الإمامة قبل الثلاثة (منه قدسسره).
اُنظر في ذلك : أوائل المقالات : ٧٩ ، المناقب للخوارزمي : ١٧٢ / ٢٠٧ ، الفصل ١٦ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١ / ٢١ ، الإرشاد ١ / ٣٣٤ ـ ٣٤٨ ، مدينة المعاجز ١٣٨١ ـ ٤٨٥ ، قضاء أمير المؤمنين عليهالسلام للتستري وغيرها.
(١) في «م» : هي من اللطف.
(٢) في «م» و «ث» : لإحكامه واتقانه ، والمعنى واحد.
(٣) في «ك» : وإيقانه ، وما أثبتناه هو الصحيح.