إلى نيف ومائة كلّهم من رواة أحاديثنا بطرقهم المسندة إلى الأئمّة الأطهار عليهم السلام ، وليس لأكثرهم ذكر ولا ترجمة في أصولنا الرجالية ، ولكن مع الأسف أنّه عمد بعضٌ إلى إسقاط أكثر تلك الأسانيد واكتفى بقوله مثلاً : (فرات عن حسين بن سعيد معنعناً عن فلان) وهكذا في غالب الأسانيد ، فأشار بقوله : معنعناً ، إلى أنّ الرواية التي ذكرها فرات كانت مسندة معنعنة وإنّما تركتها للاختصار. ويروي التفسير عن فرات والد الشيخ الصدوق ، وهو أبو الحسن علي بن الحسين بن بابويه (ت ٣٢٩ هـ) ، كما أنّه يروي والد الصدوق أيضاً عن علي بن إبراهيم المفسّر القمّي (ت بعد ٣٠٧ هـ) ، ولعلّ فرات أيضاً بقي إلى حدود تلك السنة ، وأمّا الشيخ الصدوق فيروي في كتبه عنه كثيراً إمّا بواسطة والده أو بواسطة شيخه الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشمي ، وكما يروي الهاشمي هذا عن فرات كذلك يروي عن والد أبي قيراط جعفر بن محمّد (ت ٣٠٨ هـ) فيقوّي احتمال أنّ فرات أيضاً أدرك أوائل المائة الرابعة كوالد أبي قيراط».
أوّل الكتاب : الحمد لله غافر الذنوب وكاشف الكروب وعالم الغيوب والمطّلع على أسرار القلوب.
واعتمد على هذا الكتاب من القدماء بعد الصدوقين الشيخ الحاكم أبو القاسم الحسكاني ، فينقل عن هذا التفسير في كتابه شواهد التنزيل ، وينقل عنه غياث بن إبراهيم في تفسيره ، وهو من منابع كتاب البحار. قال العلاّمة المجلسي في أوّله : وتفسير فرات وإن لم يتعرّض الأصحاب لمؤلّفه بمدح ولا قدح لكن كون أخباره موافقاً لما وصل إلينا من الأحاديث المعتبرة وحسن الضبط في نقلها ممّا يعطي الوثوق بمؤلّفه وحسن الظنّ به»(١).
__________________
(١) الذريعة ٤ / ٢٩٨.