سورة الضّحى
سورة الضّحى مكّيّة ، وهي مائة واثنان وتسعون حرفا ، وأربعون كلمة ، وإحدى عشرة آية. قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : [من قرأها كان فيمن يرضاه الله لمحمّد أن يشفع ، ويكتب له بعدد كلّ يتيم وسائل عشر حسنات](١).
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(وَالضُّحى (١) وَاللَّيْلِ إِذا سَجى (٢) ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى) (٣) قال ابن عبّاس وقتادة : «لمّا سألت اليهود رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن الرّوح ، وعن ذي القرنين ، وأصحاب الكهف ، قال لهم : [سأخبركم غدا] ولم يقل : إن شاء الله ، فاحتبس الوحي عنه وأبطأ عنه جبريل خمس عشرة ليلة لتركه الاستثناء ، فقال المشركون والمنافقون : إنّ محمّدا ودّعه ربّه وقلاه فأنزل الله هذه السّورة تكذيبا لهم ، وأقسم ببياض النّهار وسواد اللّيل أنّه سبحانه لم يودّعه ولم يقله».
وفيه إضمار تقديره : ورب الضّحى وهو النهار كلّه ، وقال بعضهم : ساعة ارتفاع الشّمس على ما هو المعهود من الكلام. وقوله تعالى (وَاللَّيْلِ إِذا سَجى) أي إذا أظلم ، واشتدّ ظلامه حتى يستر الأشياء كلّها بالظلام ، ومنه قولهم : فلان يسجى بثوبه ؛ أي مغطّى ، ومنه قولهم : سجى قبر المرأة. وقيل : معناه : إذا سكنت الأشياء فيه ، ومن ذلك : بحر ساج ؛ أي ساكن ، ويقال : بلد ساجية إذا كان أهلها في سكون ، وكذلك طريق ساج ؛ أي آمن ، قال الشاعر :
أنا ابن عمّ اللّيل وابن خاله |
|
إذا سجى دخلت في سرباله |
__________________
(١) عن أبي بن كعب ، أخرجه الثعلبي وغيره بإسناد واه.