وفي الحديث عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم أنه قال : [من قطع ميراثا فرضه الله ، قطع الله ميراثه من الجنّة](١).
قوله تعالى : (وَتُحِبُّونَ الْمالَ حُبًّا جَمًّا) (٢٠) ؛ أي حبّا كثيرا شديدا ، لا تنفقونه في سبيل الله ، تحرصون عليه في الدّنيا ، وتعدلون عن أمر الآخرة.
قوله تعالى : (كَلَّا إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا) (٢١) ؛ معناه : كلّا ما هكذا ينبغي أن يكون الأمر ، فلا تفعلوا ذلك ، وانزجروا عنه وارتدعوا ، و (كلّا) كلمة ردع وزجر ، ثم أوعدهم فقال تعالى (إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ) أي ستذكرون وتندمون إذا زلزلت الأرض ، قصرت بعضها ببعض حتى استوت الأرض ، وصارت كالصّخرة الملساء ، وتكسّر كلّ شيء على ظهرها.
قوله تعالى : (وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا) (٢٢) ؛ أي وجاء أمر ربك بالمجازاة والمحاسبة ، والملائكة صفوف صفّا بعد صفّ عند حساب الناس ، يشاهدون ما يجري عليهم ، ويقال : إن الملائكة يصفون صفّا واحدا حول الجنّ والإنس يحيطون بهم.
قوله تعالى : (وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ؛) جاء في التفسير : أنّها تقاد يوم القيامة بسبعين ألف زمام ، على كلّ زمام سبعين ألف ملك ، لها تغيّظ وزفير ، ويكشف عنها غطاؤها حتى يراها العباد ، قال الله تعالى : (وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرى)(٢).
قوله تعالى : (يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ ؛) أي يتحسّر ويندم على ما فاته لمّا رأى النار والعذاب ، (وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرى) (٢٣) ؛ أي ومن أين له في ذلك الوقت توبة تنفعه ، أو عظة تنجيه.
قوله تعالى : (يَقُولُ يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَياتِي) (٢٤) ؛ أي يا ليتني عملت في حياتي الفانية لحياتي الباقية ، (فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ (٢٥) وَلا يُوثِقُ وَثاقَهُ
__________________
(١) لم أقف عليه.
(٢) النازعات / ٣٦.