وقال : مَّا يَفْعَلُ اللَّـهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ (١).
وروي عن النبي صلىاللهعليهوآله : «الطاعم الشاكر، له من الأجر كأجر الصائم المحتسب ، والمعافى الشاكر ، له من الأجر كأجر المبتلى الصابر ، والمعطى الشاكر ، له من الأجر كأجر المحروم القانع» (٢).
وعن الصادق عليهالسلام : «أنّه مكتوب في التوراة : اشكر من أنعم عليك ، وأنعم على من شكرك ، فإنّه لا زوال للنعماء إذا شكرت ، ولا بقا لها إذا كفرت ، الشكر زيادة في النعم ، وأمان من الغِيَر» (٣).
وعنه عليهالسلام أيضاً : «ثلاث لا يضرّ معهن شيء : الدعاء عند الكرب ، والاستغفار عند الذنب ، والشكر عند النعمة» (٤).
وعنه عليهالسلام أيضاً أنّه قال : «ما أنعم الله عزَّ وجلَّ على عبد من نعمة فعرفها بقلبه وحمد الله ظاهراً بلسانه فتمّ كلامه حَتَّى يؤمر له بالمزيد» (٥).
واعلم أنَّ الشكر من أرفع مراتب الأولياء ويتقوّم بثلاثة اُمور :
الأوّل : معرفة المنعم الحقيقي وذلك حاصل بأسباب متعدِّدة :
الأول ـ علمه بذات المنعم وأنه متَّصف بنعوت الكمال والجمال ، ومنزّه عن النقصان والزوال.
الثاني ـ علمه بكون المنعم هو المفيض بجود الوجود الَّذي هو الخير
__________________
(١) سورة النساء : من آية ١٤٧.
(٢) ينظر : قرب الإسناد : ٧٤ ، الكافي ٢ : ٩٤ ح ١ ، روضة الواعظين : ٤٧٢.
(٣) الكافي ٢ : ٩٤ ح ٣ ، الجواهر السنية : ٤٠.
(٤) الكافي ٢ : ٩٥ ح ٧ ، مشكاة الأنوار : ٦٩.
(٥) الكافي ٢ : ٩٥ ح ٩.