ـ وتنزيه الأفعال عن القبح والعبث ، وكونها جالبة إليه تعالى نفعاً ودافعة عنه ضرّاً كأفعال العباد) (١).
حمداً : مفعول مطلق تأكيدي (٢).
يقربني إلى رضاه : وصف الحمد به تنبيها على أن المقصود الأصلي بالحمد هو تحصيل رضاه.
في مرحلة الشكر
[١٣] ـ قال رحمهالله : «وأكره شكراً أستوجب به المزيد من مواهبه وعطاياه» (٣).
أقول : (شكراً) : مفعول مطلق للتأكيد ، وجملة أستوجب لبيان أنَّ المقصود من الشكر طلب الزيادة كما قال عزّ من قائل : لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (٤).
وفي هذه الآية من المبالغة والاعتناء بحقّ الشكر ما لا يتصور فوق ذلك حيث عبَّر تعالى عن ترك الشكر بالكفر ، وقال : فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (٥).
__________________
(١) حكاه المجلسي رحمهالله في بحار الأنوار ٥٥ : ١٩٧ ، وذكر صدره الشيخ الطوسي رحمهالله في التبيان ١ : ١٣٤ ، والشيخ الطبرسي رحمهالله في مجمع البيان ١ : ١٤٧.
(٢) المفعول المطلق التأكيدي لا يوصف ، وهنا موصوف بقوله : (يقربني) ، فالصواب أنه نوعي ، وكذلك قوله : (شكراً) الآتي. ودعوى الاستئناف في كل من الجملتين بعد المصدر لتكون استئنافاً بيانياً بعيدة جداً ، أو استئنافاً نحوياً ممنوعة. (السيد محمد الطباطبائي).
(٣) معالم الدين : ٣.
(٤) سورة إبراهيم : من آية ٧.
(٥) سورة البقرة : من آية ١٥٢.