[١٢] ـ قال رحمهالله : «أحمده سبحانه حمداً يقرِّ بني إلى رضاه» (١).
أقول : قال جدّي الفاضل الصالح المازندراني رحمهالله في الحاشية : (ولمّا كان الحمد المذكور في مقابلة الذات والصفات ، وكان المناسب له الاستقرار والثبات ؛ فلذلك أدّاه بالجملة الاسمية ، أراد أن يحمده ثانياً طلباً لرضاه المتجدِّد آناً فآناً ، ولمزيد عطاياه المستحدثة حيناً فحيناً ، فقال : «أحمده» بصيغة المضارع الدال على الاستمرار التجدّدي كما يقتضيه المقام) ، انتهى (٢).
(سبحان) مصدر تنزيلي
و (سبحان) : مصدر كغفران بمعنى : التنزيه.
ولا يكاد يُستعمل إلا مضافاً منصوباً بفعل مضمر كمعاذ الله ، فمعنى (سبحانه) : أُنزّهه تنزيهاً عمّا لا يليق بجانب قدسه وعزّ جلاله ، وهو مضاف إلى المفعول ، وربّما جوّز كونه مضافاً إلى الفاعل بمعنى التنزُّه فيكون لازماً.
قال الشيخ أبو علي الطبرسي رحمهالله : (إنه صار في الشرع علماً (٣) لأعلى مراتب التعظيم التي لا يستحقّها إلا هو سبحانه ، ولذلك لا يجوز أن يستعمل في غيره تعالى وإن كان منزّهاً عن النقائص ، وإلى هذا ينظر ما قاله بعض الأعلام من أنَّ التنزيه المستفاد من سبحان الله ثلاثة أنواع :
ـ تنزيه الذات عن نقص الإمكان.
ـ وتنزيه الصفات عن وصمة الحدوث وزيادتها على ذاته المقدسة.
__________________
(١) معالم الدين : ٣.
(٢) حاشيةالمعالم : ٤ ، وأمّا تعبيره عن الفاضل المازندراني رحمهالله بالجدّ ؛ لأنَّ ابنته هي والدة السيِّد محمّد جدّ العلّامة السيِّد محمّد مهدي بحر العلوم رحمهالله. (ينظر : مقدمة الفوائد الرجالية ١ : ١٢ بالهامش).
(٣) كذا ، والصحيح : (صار علماً في الشرع).