هذا معنى الحمد والشكر والفرق بينهما لغةً.
وأمّا معناهما العرفي فالحمد : فعل يُنبئ عن تعظيم المنعم من حيث كونه منعماً على الحامد أو على غيره ، سواءً أكان باللسان أم بالجنان أم بالأركان ، والشكر صرف العبد جميع ما أنعم الله به عليه إلى ما خلق لأجله.
أقسام أل التعريف
ثمَّ الألف واللام : معناهما التعريف ، أعني إحضار مدخولهما في الذهن ، وينقسم إلى قسمين : تعريف الجنس ، وتعريف العهد.
والأوّل ينقسم إلى ثلاثة أنواع ؛ لأنه إمّا أن لا يخلفها (كلّ) لا حقيقة ولا مجازاً ، فهي لبيان حقيقة الجنس والماهيّة من حيث هي ، نحو : وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (١) ، أي : من حقيقة الماء المعروف ، وقيل : المني.
والفرق بين المعرّف بـ(أل) هذه وبين اسم الجنس النكرة هو الفرق بين المقيّد والمطلق ، وذلك ؛ لأنَّ ذا الألف واللام يدل على الحقيقة بقيد حضورها في الذهن ، وهو معنى التعريف المدلول عليه بآلته ، واسم الجنس النكرة يدل على مطلق الحقيقة لا باعتبار قيد ، وإن خلفها (كلّ) حقيقة فهي لشمول أفراد الجنس ، ويُعبّر عنه بالاستغراق نحو : وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا (٢) ، فإنه لو قيل : «وخلق كلّ إنسان ضعيفاً» لكان صحيحاً على جهة الحقيقة ، وإن خلفها (كلّ) مجازاً فهي لشمول خصائص الجنس مبالغة ، نحو : «أنت الرجل علماً» ، فإنه لو
__________________
(١) سورة الأنبياء : ٣٠.
(٢) سورة النساء : ٢٨.