بسم الله الرحمن الرحيم
[ مقدمة المؤلّف رحمهالله]
حسن ابتدائي بحمد لله الَّذي شرح صدورنا بمعالم الدين (١) ، ونوّر قلوبنا بأنوار الهداية واليقين ، وأردف علينا فواضل النّعم ، وَعلَّمنا من العلوم ما لم نعلَم ، سبحانه وبحمده أوجدنا بعد أن لم نكن شيئاً مذكورا ، ورزقنا من مشاهدة آياته هدايةً ونورا ، جمع لكسب آدابنا جميع المُعدّات ، وفتح لنا سبل الخيرات ، ثُمَّ الصلاة على أصبح مَن سبق إلى عالم الإيجاد ، وأفصح من نطق بالضاد ، محمّد الَّذي صدع بما اُمرَ من الرسالة ، فأزال عنّا غياهب الجهالة ، وشيّد الأحكام ، وبالغ في الإحكام ، وعلى آله الَّذين حازوا لذّة العلم والعمل ، وانحازوا عن سلوك جادة الزيغ والزلل.
وبعد ، فيقول الغريق في بحر العصيان ، الراجي من رحمة ربِّه صوب الغفران ، جعفر نجل المرحوم السيِّد محمّد باقر آل بحر العلوم الطباطبائي : إنَّ كتاب (معالم الدين وملاذ المجتهدين) الَّذي هو من مصنَّفات الشيخ الفاضل النحرير (٢) ، والمحقّق الكامل الَّذي ليس له نظير، حسن ابن الشيخ الشهيد السعيد العلّامة ركن الإسلام والمسلمين زين الملّة والدين العاملي (٣) ـ أحسن الله إليهما ـ
__________________
(١) لمّا كان اسم صاحب المعالم رحمهالله : (حسن) ؛ ابتدأ الشارح في مقدمته بكلمة : (حسن) ، وهو من براعة الاستهلال.
(٢) النحرير : الرجل الفطن المتقن البصير بكل شيء. (لسان العرب ٥ : ١٩٧).
(٣) هو جمال الدين أبو منصور الحسن بن زين الدين الشهيد الثاني بن علي بن أحمد العامليّ الجعبيّ ، قدّس الله روحه ، واشتهر بصاحب المعالم ، نسبةً إلى كتابه الذي ألّفه في الفقه مع مقدمة في أصول الفقه وسمّاه معالم الدين وملاذ المجتهدين.
وكان من فطاحل العلم وعشّاق المعرفة ، وقد سما إلى المقام الأسنى في مختلف العلوم ، حيث انّه دخل ميادين العلم دخول المحترف القدير ، فكان يدأب في أخذ العلم ونشره طيلة عمره ليله ونهاره ، وكان علمه يتقاطر من أنامله ، ومعالمه هذه رشحة من بحار فضائله ، فكان لسان الثناء بذكره نطوق في الأصول والفروع ، فقد كان