ويظهر من (الكافي) آنها أكبر سناً من أختها سكينة بنت الحسین عليهالسلام ؛ لأنه عليهالسلام في يوم الطف أوصى إليها لتوصل الوصية إلى السجّاد عليهالسلام (٢) ، وخطبتها البليغة التي أنشأتها باب الكوفة مروية في الاحتجاج (٣).
وحضر الحسن بن الحسن مع عمّه الحسين عليهالسلام بطف كربلاء ، فلمَّا قُتل الحسين عليهالسلام واُسر الباقون من أهله اُسر الحسن من جعلتهم ، فجاء أسماء بن خارجة فانتزع الحسن من بين الأسرى ، وقال : والله لا يوصل إلى ابن خولة أبداً (٤).
وقيل : إنه اُصيب بجراحات كثيرة يوم عاشوراء ، وكان ملقى مع القتلى وبه رمق ، فلمَّا أرادوا حزّ الرؤوس ، وأرادوا حزّ رأسه ، قال أسماء بن خارجة : دعوه حَتَّى نرد الكوفة فيرى عبيد الله بن زياد فيه رأيه ، فسمع ابن زیاد ذلك ، فقال : دعوا لأسماء ابن اُخته ، فحمله فعالجه حَتَّى عوفي ، ثُمَّ توجَّه إلى المدينة (٥).
__________________
(١) مقاتل الطالبیين : ١٢٢ ، الإرشاد ٢ : ٢٥ ، إعلام الوری ١ : ٤١٧.
(٢) ورد الحديث في الكافي ج ١ ـ ص ٣٣ ح ١ في (الإشارة والنص على علي بن الحسين صلوات الله عليهما) ، ونصّه : «... عن أبي جعفر عليهالسلام قال : إن الحسين بن علي عليهماالسلام لما حضره الَّذي حضره ، دعا ابنته الكبری فاطمة بنت الحسين عليهالسلام فدفع إليها كتاباً ملفوفاً ووصية ظاهرة وكان علي بن الحسین عليهالسلام مبطوناً معهم لا يرون إلا أنه لما به ، فدفعت فاطمة الكتاب إلى علي بن الحسین عليهالسلام ثُمَّ صار والله انت الكتاب إلينا یا زیاد ، قال : قلت : ما في ذلك الكتاب جعلني الله فداك؟ قال : فيه والله ما يحتاج إليه ولد آدم من خلق الله آدم إلى أن تفنى الدنيا ، والله إن فيه الحدود ، حَتَّى أن فيه أرش الخدش».
(٣) الاحتجاج ٢ : ٢٧.
(٤) الإرشاد ٢ : ٢٥.
(٥) عمدة الطالب : ١٠٠ بتصرف يسير.