والعجب من ابن الأثير حيث قال : (واستُصغر الحسن بن الحسن واُمُّه خولة بنت منظور بن زياد الفزاري) (١).
وبالجملة : دسَّ إليه سليمان بن عبد الملك السّم سنة ٩٧ هـ ، وله ثلاث وخمسون سنة ، وأخوه زيد حي بالكوفة ، وأوصى إلى أخيه من اُمِّه إبراهيم بن محمّد بن طلحة (٢) ، وضربت زوجته فاطمة بنت الحسين عليهالسلام على قبره فسطاطاً ، وكانت تقوم الليل وتصوم النهار ، وكانت تُشبّه بالحور العين ؛ لجمالها ، فلمَّا كانت رأس السنة قالت لمواليها : إذا اظلم الليل فقوَّضوا هذا الفسطاط.
فلمَّا أظلم الليل ، وقوضوه سمعت قائلاً يقول : هل وجدوا ما فقدوا؟
فأجابه آخر : بل يئسوا فانقلبوا (٣).
وكان الحسن بن الحسن عليهالسلام متولياً لصدقات أمير المؤمنين ، فنازعه في ذلك عمّه عمر فقال : الولد أولى بتولية صدقات أبيه من ابن الابن ، وخاصمه على ذلك الحجّاج ، فأحضر الحسن بن الحسن عليهالسلام وقال له : شارك عمّك عمر بن علي في صدقات أبيه.
فقال الحسن بن الحسن عليهالسلام : إنّ أبي أمير المؤمنين ولّانيها في حياته ، وإني لا اُغيِّر شرطاً من أمره ، ولا اُدخل في هذه الخدمة من لم يُدخله (٤).
__________________
(١) الكامل في التاريخ ٤ : ٩٣.
(٢) الإرشاد ٢ : ٢٥.
(٣) صحيح البخاري ٢ : ٩٠ ، الإرشاد ص : ٢٦ بتصرف يسير.
(٤) كذا والوارد : «فقال له الحسن : لا أغير شرط علي عليهالسلام ولا أدخل فيه من لم يدخل».