قبور بعض الملوك قرب الحرم
وفي أوّل شهر شوال سنة ١٣١٥ شرع بهدم رأس المنارة الشمالية ، مع تجديد فرش الصحن الشريف بأمر المخلوع عبد الحمید خان العثماني ، وكان الفراغ من الجميع عشر جمادی الثانية سنة ١٣١٦ (١).
وعندئذ ظهرت مقابر تحت المقابر التي يدقون فيها ، فعلی ما رأينا ذلك كانت أرض الصحن منخفضة عما هي عليها الآن ، والقبور التي ظهرت مبنية بالكاشي الملون المنبت بالأجورد ، وعلی قبر منها مكتوب بالكتابة الحجرية ، هكذا : (المبرور شاه زادة سلطان بايزيد طاب ثراه توفّي في شهر جمادى الأول ، سنة ٨٣٣ هلالية).
وعلى قبر آخر : (هذا ضريح الطفل السعيد ، سلالة السلاطين ، شاه زادة الشيخ أويس طاب ثراه).
وعلى قبر آخر : (الله لا إله إلا هو ، هذا قبر الشاه الأعظم معز الدين عبد الواسع ، أنار الله برهانه ، توفّي في خامس عشر جمادى الأول ، سنة ٧٩٠).
وعلى قبر آخر : (هذا قبر السعيدة المرحومة : بابندة سلطان).
__________________
فتصايح الناس وسد بوّاب القلعة بابها بأمر الحكومة العثمانية ، فجعل الأسد يزأر من قريح قلبه واضعاً برائته على يده وبقى إلى اليوم الثاني ، ثُمَّ مضى ، وكان يأتي كل ليلة جمعة ويزأر خلف السور إلى الصباح ، وكانت الناس تهرب منه. فلمَّا طال مكثه عرفت الخلائق أنه لم يقصد أذية أحد ، فكانوا يمرون من حوله وينظرون إليه جمعاً بعد جمع وهو لا يلتفت إليهم ، بل هو شاخص ببصره نحو أسد الله وأسد رسوله ، وكان وقوفه في ليالي الجمعة عند ركن السور المعروف اليوم بقولة السبع ولما سار خبر هذا الأسد في البلاد ، وبلغ أهل بغداد قال عبد الباقي أفندي العمري معاباً للأولى أمروا بسد الباب ومنعوا ذلك الأسد من الدخول على ذلك الجناب :
عجبت لسكان الغري وخوفهم
من الأسد الضاريَ إذ جاء مقبلا
(١) ينظر : تاريخ النجف الأشرف ٣ : ٤٠.