وفي (فرحة الغري) : عن داود قال : قال الصادق عليهالسلام : «أربع بقاع ضجَّت من أيام الطوفان : البيت المعمور فرفعه الله ، والغري ، وكربلاء ، وطوس» (١).
وفي (تفسير العياشي) : «عن بدر بن خليل الأسدي ، عن رجل من أهل الشام قال : قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : أول بقعة عُبد الله عليها ظهر الكوفة ، لمّا أمر الله الملائكة أن يسجدوا لآدم ، سجدوا على ظهر الكوفة» (٢).
وروى الديلمي في (إرشاد القلوب) بإسناده عن أبي عبد الله عليهالسلام أنه قال : «الغريّ قطعة من الجبل الَّذي كلّم الله عليه موسى تكليماً ، وقدّس عليه عيسی تقديساً ، واتخذ عليه إبراهيم خليلاً ، ومحمداً صلىاللهعليهوآله حبيباً ، وجعله للنبيّين مسكناً».
وروي أنّ أمير المؤمنين عليهالسلام نظر إلى الكوفة ، فقال : «ما أحسنَ منظَركِ ، وأطيبَ قَعْرَكِ ، اللهُمَّ اجعله قبري بها».
ومن خواص تربته إسقاط عذاب القبر ، وترك محاسبة منكر ونكير للمدفون هناك ، كما وردت به الأخبار الصحيحة عن أهل البيت عليهمالسلام (٣).
وكتب الفاضل ملّا مهدي المعروف بـ(النراقي الأوّل) إلى جدّي بحر العلوم رحمهالله :
ألا قُلْ لِسكَّانِ أرضِ الغريّ |
|
هنيئاً لكُمْ في الجنانِ الخلودُ |
أفيضوا علينا مِنَ الماءِ فيْضاً |
|
فنحنُ عُطاشى وأنتُم وُرودُ |
__________________
(١) فرحة الغري : ح ٤.
(٢) تفسير العياشي ١ : ٣٤ ح ١٨.
(٣) إرشاد القلوب ٢ : ٣٤٧.