فأجابه جدّي بحر العلوم رحمهالله :
ألا قُلْ لمولىً يرى من بعيد |
|
ديارَ الحبيبِ بِعَينِ الشُّهودِ |
لكَ الفضلُ من غائِبٍ شاهِدٍ |
|
على حاضر غائِبٍ بالصُّدودِ |
فنحنُ على الماءِ نشكو الظَّما |
|
وفُزْتُمْ على بُعدِكُمْ بالوُرودِ (١) |
والمقصود من البيت الثاني : أنك وإن كنت غائباً عن أرض الغري ، ولكن كنت بحكم الحاضر ؛ لأنّك تحبُّ المجاورة ، ومن أحبَّ عمل قوم شاركهم ، ونحن وإن كنَّا حضوراً في الغري ، ولكن لعدم أداء حقّ الجوار تُعَدُّ في زمرة الغائبين المحرومين ، ولنِعمَ ما قيل :
إذا متْ فادفني مجاوِرَ حيدَرٍ |
|
أبا شُبَّرٍ أعني بهِ وشَبير |
فتىً لا تمسُّ النارُ مَنْ كانَ جارَه |
|
ولا يخشي من مُنكَرٍ وَنَكيرِ |
وعارٌ على حامي الحمى وهو في الحِمى |
|
إذا ضلَّ في البيدا عِقالُ بعيرِ (٢) |
حديث اليماني
وروي عن أمير المؤمنين عليهالسلام : «أنه كان إذا أراد الخلوة بنفسه أتى إلى طرف الغري ، فبينما هو ذات يوم هناك مشرف على النَّجف ، فإذا رجل قَدْ أقبل من البريَّة راكباً على ناقة ، وقدّامه جنازة ، فحين رأى علياً عليهالسلام قصده حَتَّی
__________________
(١) أعيان الشيعة ١٠ : ١٦٣ ، مقدمة الفوائد الرجالية ١ : ٧٤.
(٢) إرشاد القلوب ٢ : ٣٤ ، وفيه :
إذا متّ فادفني إلى جنب حيدر |
|
أبا شبرٍ أكرم به وشبير |
فلست أخاف النار عند جواره |
|
ولا أتقي من منكر ونكير |
فعار على حامي الحمى وهو في الحمى |
|
إذا ضلّ في المرعى عقال بعير |