وروت الرواة : أنّ أبا هريرة كان يؤاكل الصبيان في الطريق ، ويلعب معهم ، وكان يخطب ... وكان يمشي وهو أمير المدينة في السوق ، فإذا انتهى إلى رجل يمش أمامه ، ضرب برجله الأرض ، ويقول : الطريق الطريق! جاء الأمير! يعني نفسه.
ثمَّ قال ابن أبي الحديد : قَدْ ذكر ابن قتيبة هذا كلّه في كتاب (المعارف) ، فی ترجمة أبي هريرة ، وقوله فيه حجّة ؛ لأنّه غير متّهم عليه) ، انتهى (١).
ونقل عن الجاحظ في كتاب التوحيد : (أنَّ أبا هريرة ليس بثقة في الرواية عن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : ولم يكن علي رضياللهعنه يوثّقه في الرواية ، بل يتَّهمهُ ويقدَحُ فيه ، وكذلك عمر وعائشة) ، انتهى (٢).
وفي مناقب الخوارزمي : (أنَّ رجلاً سأل أبا هريرة بصفّين في مجلس معاوية ، فقال : أنشدك بالله إن سألتك عن حديث سمعته عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أتجيبني؟ قال : نعم.
قال الرجل : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول لعلي : من کنت مولاه فعلي مولاه ، اللهُمَّ والِ مَنْ والاه وعادِ مَنْ عاداه؟ قال : نعم.
قال : إنّي رأيتك واليت أعداءه ، وعاديت أولياءّه؟!
فقال أبو هريرة : إنا لله وإنا إليه راجعون) ، انتهى (٣).
وعن فضائل السمعاني مثله (٤).
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ٤ : ٦٧ ـ ٦٩.
(٢) عنه شرح نهج البلاغة ٢ : ٣١.
(٣) المناقب للخوارزمي : ٢٥ وفيه تمام الخبر والمؤلِّف رحمهالله ذكره باختصار ، والسائل هو الأصبغ بن نباتة.
(٤) فضائل الصحابة للسمعاني (مخطوط) ، ينظر مصادر الحديث في الغدير ١ : ٢٠٢.