المشاهدة ؛ ألا فمن ادّعى المشاهدة قبل خروج السفياني ، والصيحة فهو كذّاب مفتر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم» (١).
لعلّه محمول على من يدّعي المشاهدة مع النيابة وإيصال الأخبار من جانبه عليهالسلام إلى الشيعة على مثال السُّفراء ، كما وقع ذلك في أثناء الغيبة الصغرى من جماعة من المذمومين الَّذين ادّعوا البابية والسفارة كذباً وافتراء ، كأبي محمّد الحسن الشريعي : فإنه أوّل من ادّعی مقاماً لم يجعله الله فيه ، ولم يكن أهلاً له ، وكذّب على الله وعلى حججه عليهمالسلام ، ونسب إليهم ما لا يليق بهم ، وما هم منه ابراء. فلعنه الشيعة وتبرأت منه ، وخرج التوقيع من الإمام عليهالسلام بلعنه والبراءة منه.
المدّعون المشاهدة مع النيابة
ثم تبعه في الدعوى من بعده : محمّد بن نُصَير ـ بالنون المضمومة ، والصاد المهملة المفتوحة ـ النُّميري ، وأبو طاهر محمّد بن علي بن بلال ، والحسين بن منصور الحلّاج ، وابن أبي العزاقر محمّد ، المعروف بالشلمغاني (٢).
وقَدْ خرج التوقيع بلعنهم والبراءة منهم جميعاً على يد الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح نسخته : «عرّفك الله الخير ، أطال الله بقاءك ، وعرَّفك الخير كلَّه ، وختم به عملك ـ من تثق بدينه وتسكن إلى نيّته من إخواننا أسعدكم الله ـ وقال ابن داود : أدام الله سعادتكم من تسكن إلى دينه وتثق بنيّته ـ بأن محمّد بن علي المعروف بالشلمغاني ، عجّل الله له النقمة ولا أمهله قَدْ ارتدّ عن الإسلام وفارقه ، وألحد في دين الله وادّعي ما كفر معه بالخالق جلّ وتعالى ،
__________________
(١) الغيبة للطوسي : ٣٩٥ ح ٣٦٥ ، الاحتجاج ٢ : ٢٧ ، کمال الدین : ٥١٦ ح ٤٤.
(٢) ينظر ذكرهم في : الغيبة للطوسي : ٣٧ ـ ٤١٥ ، باب ذكر المذمومين الَّذين ادّعوا البابية.