خصوص ما رواه في (الكافي) و (الغيبة) للنعماني ، والشيخ الطوسي بأسانید معتبرة عن أبي عبد الله عليهالسلام أنه قال : «لا بد لصاحب هذا الأمر من غيبة ، ولا بد له في غيبته من عزلة ، وما بثلاثين من وحشة» (١).
وظاهر الخبر كما صرّح به شرّاح الحديث أنه عليهالسلام : يستأنس بثلاثين من أوليائه في غيبته ، ومن المعلوم أنّ هذا العدد من الرجال يتبادلون في كل قرن لعدم التقدير لعمرهم ، مثل ما قَدْر له عليهالسلام وعليه (٢).
فما في بعض الأخبار كما في غيبة الشيخ الطوسي ، واحتجاج الطبرسي ، بل وإكمال الدين للصدوق ، أنه خرج التوقيع إلى أبي الحسن السيمري (٣) : «يا علي بن محمّد السيمري : اسمع ، أعظم الله أجر إخوانك فيك ، فإنك ميّت ما بينك وبين ستة أيام ، فاجمع أمرك ولا توص إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك ، فقد وقعت الغيبة التامّة ، فلا ظهور إلّا بعد إذن الله تعالى ذكره ، وذلك بعد طول الأمد ، وقسوة القلوب ، وامتلاء الأرض جوراً ، وسيأتي من شيعتي من يدعي
__________________
وأما مجلده الثاني فلقد رتّب فيه مكارم الأخلاق على الحروف الهجائية لتسهيل التناول وأورد في كل واحد منها الأحاديث الواردة عن أهل البيت عليهمالسلام في مدحه أو ذم نقيضه). (ينظر : الذريعة ٢ رقم ١٥).
ويوجد كتاب آخر متعلق برؤيته عليهالسلام ، أيضاً وبنفس الاسم وهو دار السلام فيمن فاز بسلام الإمام ـ أي صاحب الزَّمان عليهالسلام ـ : للشيخ محمود بن جعفر الميثمي العراقي نزيل طهران والمتوفّر بها حدود (١٣١ هأ) فارسي ، وكأنه ترجمة ومستدرك لباب من رأى الحجة عليهالسلام من الجزء الثالث عشر من كتاب البحار ، رتبه على مقدمة وخمسة أبواب وخاتمة فرغ منه (١٣١) وطبع بطهران (١٣٣ هـ). (ينظر : الأربعة : ٢ رقم ١).
(١) الكافي ١ : ٣٤٠ ح ١٦ ، الغيبة للنعماني : ١ ح ٤١ ، الغيبة للطوسي : ١٦٢ ح ١٢١ بتفاوت يسير.
(٢) بحار الأنوار ٥٣ : ٣٢ والشارح له هو العلامة المجلسي رحمهالله.
(٣) كذا ذكره المؤلِّف رحمهالله ، وهو في بعض الكتب المتأخرة كخلاصة الأقوال وجامع الرواة وكشف الغطاء ، بينما ضبط في الكثير من الكتب الرجالية وكتب الغيبية المتقدمة بـ(السمري) ، فلاحظ.