ربعة ، نحيفاً أسمر ، عاش ستاً وسبعين سنة ، وله أكثر من مائة مصنف ، وكانت جنازته مشهودةّ ، شيَّعهُ ثمانون ألفاً من الرافضة والشيعة ، وأراح الله منه) (١).
وعن تاريخ ابن کثیر الشامي أنه قال فيه : (محمّد بن محمّد بن النعمان ، أبو عبد الله ، المعروف بابن المعلِّم ، شيخ الإمامية الروافض ، والمصنَّف لهم ، والمحامي عن حوزتهم ، كانت له وجاهة عند ملوك الأطراف لميل كثير من أهل ذلك الزَّمان إلى التشيُّع ، وكان مجلسه يحضره خلق كثير من العلماء من سائر الطوائف) (٢).
وقال جدّي بحر العلوم رحمهالله : (وحكي عن الشيخ يحيى بن بطريق الحلِّي صاحب كتاب (العمدة) .. وغيره ، أنَّه : ذكر في رسالة نهج العلوم لتزكية الشيخ المفيد رحمهالله طريقين : إحداهما ما يشترك بينه وبين غيره من أصحابنا الثقات).
الرؤية في الغيبة الكبرى
وثانيهما : ما يختص به ، وهو ما ترويه كافة الشيعة وتتلقّاه بالقبول من أنّ مولانا صاحب الأمر. صلوات الله عليه وعلى آبائه ـ كتب إليه ثلاثة كتب ، في كلّ سنة كتاباً ، وكان نسخة عنوان الكتاب : للأخ السديد والوليّ الرشيد الشيخ المفيد أبي عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان أدام الله إعزازه.
ثُمَّ قال : وهذا أوفى مدح وتزكية ، وأزکی ثناء وتطرية ، يقول إمام الأُمَّة وخلف الأئمّة عليهالسلام.
ثُمَّ قال رحمهالله : وقد يشكل أمر هذا التوقيع بوقوعه في الغيبة الكبرى مع جهالة حال المبلّغ ودعواه المشاهدة المنفيّة بعد الغيبة الصغرى.
__________________
(١) مرآة الجنان ٣ : ٢٢ ، سوى ما بين الشارحتين.
(٢) البداية والنهاية ١٢: ١.