ويدل عليه من الكتاب قوله تعالى : وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّـهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (٢).
ومن السُنّة ما ورد في (الكافي) و (تفسير العياشي) معاً ، عن الباقر عليهالسلام في تفسير هذه الآية : «أولئك قوم مؤمنون يحدثون في إيمانهم من الذنوب التي يعيبها المؤمنون ويكرهونها ، فأولئك عسى الله أن يتوب عليهم» (٣).
وفي تفسير العياشي خاصّة عنه عليهالسلام في هذه الآية ، قال : «والعسى من الله واجب ، وإنما نزلت في شيعتنا المذنبين» (٤).
قلت : ولا شكّ في استحسان صدق الوعد ، وليس كذلك صدق الوعيد ، ولذا لم يكن من أسمائه تعالی صادق الوعيد ، ويقال له : صادق الوعد.
وقال تعالى : فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّـهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ (٥) ، ولم يقل : ووعيده ، بل قال : ويتجاوز عن سيئاته ، مع أنه توعَّد عليها. وأثنى على إسماعيل بأنَّه كان صادق الوعد.
وكتب أرسطا طاليس في كتاب طويل إلى إسكندر بن فیلقوس : (صُنْ وعدَكَ عن الخُلفِ فإنَّه شَيْنٌ ، وشِبْ وعيدَكَ بالعفوِ فإنَّه زَيْنٌ) (٦).
__________________
(١) الاعتقادات : ٦٧.
(٢) سورة التوبة : ١٢.
(٣) الكافي ٢ : ٤٠٨ ح ٢ ، تفسير العياشي ٢ : ١٦ ح ١.
(٤) تفسير العياشي ٢ : ١٠٥ ح ١٠٥.
(٥) سورة إبراهيم : ٤٧.
(٦) شرح الأسماء الحسنی ١ : .