ولنعم ما قيل في تاريخ وفاته :
يا مرقَد الطوسيَّ فيكَ قَدْ انطوى |
|
تُحيي العلومِ فَعُدْتَ أطيبَ مَرْقَدِ |
بِكَ شيخُ طائفةِ الدُّعاةِ إلى الهدى |
|
ومُجَمِّعُ الأحكامِ بَعْدَ تَبَدُّدِ |
أودي بِشَهْرِ مُحرَّمٍ فأضافَهُ |
|
حُزناً بفاجِع رُزئِهِ المُتَجَدِّدِ |
وبكى لهُ الشرعُ الشريفُ مؤرِّخا |
|
(أبكى الهُدى والدينَ فَقْدُ مُحَمَّدِ) (١) |
(سنة ٤٦٠).
مرقد بحر العلوم بجنب مرقده
ومن محاسن الاتفاق : أن وقع مرقد جدِّنا بحرُ العلوم ـ طاب ثراه ـ بجنب مرقد صاحب العنوان ، فإنّه واقع فيما يلي جهة مغرب ذلك المسجد على يسار الداخل إليه من الباب ، قیل : وكان ذلك بموجب وصية منه بذلك لبعض أصحابه وأحبابه ، وولده العلَّامة السيِّد رضا رحمهالله.
وكانت وفاة السيِّد الجد رحمهالله سنة ١٢١٢ ، وذكر غير واحد من الأجلَّاء : أنّه لمّا دفن واُهيل عليه التراب سمع الحاضرون قائلاً لا يرون شخصه ، ينشد هذين البيتين ، ولم يعرف قائلهما إلى الآن :
للهِ قبرُكَ من قبرٍ تضَّمَنَهُ |
|
عِلمُ النبيينَ مِنْ نوحٍ إلى الخَلَفِ |
كانَتْ حَياتُكَ إحياءً لِمَا شَرَعوا |
|
وفي مماتِكَ مَوتُ العِلمِ والشَرَفِ (٢) |
__________________
(١) ديوان السيِّد رضا الهندي : ١٤٧.
(٢) الفوائد الرجالية ١ : ١١٦ المقدمة.