قال جدِّي بحر العلوم في رجاله : (وقد جدَّد مسجده في حدود سنة ١١ ، فصار من أعظم المساجد في الغري المشرَّف ، وكان ذلك بترغيبنا بعض الصلحاء أهل السعادة) ، انتهى (١).
وقال القاضي نور الله رحمهالله في مجالسه : (ذكر ابن كثير الشامي في تاريخه في ترجمة الشيخ : أنه كان فقيه الشيعة ، مشتغلاً بالإفادة في بغداد ، إلى أن وقعت الفتنة بين الشيعة والسنة سنة ٤٤٨ ، واحترقت كتبه وداره في باب الكرخ ، فانتقل إلى النَّجف ، وبقي هناك إلى أن توفّي في شهر محرم الحرام سنة ٤٦٠) ، انتهى (٢).
__________________
(١) الفوائد الرجالية ٣ : ٢٣ ، وقال محققا الكتاب بهامش هذه العبارة ما نصّه : (وموقع المسجد العظيم ـ هذا ـ قريب من باب الصحن العلوي المطهر حيث الجهة الشمالية ، وبهذه المناسبة سمي باب الصحن باسم (باب الطوسي) وهكذا سمي الشارع المفتوح ـ أخيراً ـ باسم (شارع الطوسي). أما تأسيس هذا المسجد ، فلا يستطيع التأريخ أن يقف منه على دقة ، سوى أنه أتخذ مسجداً بعد وفاة الشيخ ودفنه فيه. ومعنى ذلك : يكون تأريخ مسجديته بعد سنة ٤٦٠ هجرية بلا فصل. والعمارة التي يشير إليها سيدنا ـ في المتن ـ هي العمارة الثانية لهذا المسجد ـ أو الثالثة ـ فقد كان قائماً ، وأمر السيِّد بتجديده ـ كما تشير إليه عبارته ـ والعمارة التي تليها ، كانت بأمر جدنا الحجة الورع الحسين بن الرضا بن السيِّد بحر العلوم المتوفى سنة ١٣٦ هـ وذلك سنة ١٣٥ هـ. فكانت عمارة آية في الابداع والفن وفي سنة ١٣٦ هـ تفتح الحكومة العراقية شارعاً يبدأ من باب الصحن ـ باب الطوسي (وينتهي إلى أول وادي السلام ، فيطل المسجد على الشارع العام ـ بعد أن عملت الأثرة يومئذ ـ فأخذت من عرضه غير المستحق. وظل المسجد ـ هكذا ـ مبعثر الجوانب ، منخفض الساحة ، منتفض الجدران حَتَّى قيض الله له الساعة المباركة ، فكان أن شيد بأحسن تشيد بتوجيه وترغيب سماحة آية الله الحجّة التقي من آل بحر العلوم ـ إمام الجامع ـ وتبرع لفيف من المؤمنين في النجف الأشرف وخارجه ، وصرف عليه قرابة (٠٠٠/١٤ ألف دينار) فجاء تشييداً فخماً نادر النظير ، فأصبح اليوم ـ من (جوامع البلد) المهمة حاشداً بالمصلين وبالتدارس والتدريس ـ كل يوم ـ ) , (انتهى).
واليوم في سنتنا هذه سنة ١٤٣١ هـ جدد بناء المسجد وبحلة قشيبة برعاية دائرة الوقف الشيعي ، وإمامة الجماعة فيه هي لسماحة العلامة السيِّد محمّد علي ابن السيِّد محمّد آل بحر العلوم حفظه الله وهو الَّذي تفضل علينا بمراجعة كتابنا هذا الَّذي بين يديك فجزاه الله عن المؤلف رحمهالله وعنا خير جزاء المحسنين.
(٢) مجالس المؤمنين ١ : ٤ ، عنه خاتمة المستدرك ٣ : ١٦٨.