قال الحسن بن مهدي السليقي : (تولَّيت أنا والشيخ أبو محمّد بن عبد الواحد العين زربي ، والشيخ أبو الحسن اللؤلؤي غسله في تلك الليلة ودفنه. وكان يقول أولاً بالوعيد ، ثُمَّ رجع وهاجر إلى مشهد أمير المؤمنين عليهالسلام خوفاً من الفتن التي تجددت ببغداد وأحرقت كتبه ، وکرسياً كان يجلس عليه للكلام) (١).
ويعلم من هذا التاريخ أنه رحمهالله ولد بعد وفاة الصدوق رحمهالله بأربع سنين (٢) ، وأنه عمَّر خمساً وسبعين سنة ، وأنه يوم وروده العراق كان في سن ثلاث وعشرین ، وإن مقامه فيها مع المفيد كان نحواً من خمس سنين ، فإنه رحمهالله توفي سنة ٤١٣ (٣) ، ومع السيِّد المرتضی نحواً من ثمان وعشرين سنة ، فإنه رحمهالله توفّي سنة ٤٣٦ (٤) وبقي بعد السيِّد أربعاً وعشرين سنة : اثنتي عشرة سنة منها في بغداد ، لأنَّ الفتنة التي كانت بين الشيعة وأهل السنَّة ، وصارت سبباً لمهاجرته من بغداد ، كانت سنة ٤٤٨ كما ستعرف ، فكان بقاؤه في المشهد الغروي اثنتي عشرة سنة ، ودفن في داره ، وقبره مزار يتبرَّكُ به ، وصارت داره مسجداً باقياً إلى الآن (٥).
__________________
(١) خلاصة الأقوال : ٢٤ رقم ٤٧.
(٢) کانت وفاة الشيخ الصدوق رحمهالله سنة ٣١ هـ.
(٣) أي : الشيخ المفيد رحمهالله.
(٤) أي : السيِّد المرتضى رحمهالله.
(٥) خاتمة المستدرك ٣ : ١٦٧.