أغيبُ عنكَ وأشواقي تجاذبُني |
|
إلى لقائِكَ جذبَ المُغرَمِ العاني |
إلى لقاءِ حبيبٍ مثلِ بدرِ دُجیً |
|
وقد رماهُ باعراضٍ وهجرانِ |
قلبي وشخصُك مقرونانِ في قَرَنٍ |
|
عند انتباهي وبعدَ النومِ يغشاني |
حَلَلْتَ منّي مَحَلّ الروح في جسدي |
|
فأنتَ ذكرايَ في سرِّي وإعلاني |
لو لا المخافةُ مِن كُروهٍ ومن مللٍ |
|
لطالَ نحوَكَ تَردادي وإتياني |
يا جعفرُ بنَ سعيدٍ يا إمامَ هدى |
|
يا أوحدَ الدهرِ يا مَنْ مالَهُ ثاني |
إنَّي بِحُبِّكَ مُغرىً غيرَ مُكتَرِثٍ |
|
بِمَنْ يلومُ وفي حُبِّيكَ يلحاني |
فأنتَ سيِّدُ أهلِ الفضلِ كلَّهِمُ |
|
لم يَختلِفْ أبداً في فضلِكَ اثنانِ |
في قلبِكَ العلُم مخزونٌ بأجمَعِهِ |
|
تَهدي بهِ مِن ضَلالٍ كلِّ حَيرْانِ |
وفوكَ فيه لسانٌ حَشْوُهُ حِكَمٌ |
|
تروي بهِ مِنْ زلالٍ كلَّ ظمآنِ |
وفخرُكَ الشامخُ الراسي وَزَنْتَ به |
|
رَضوی فزادَ علی رَضوی وَثهْلانِ |
وحسنُ أخلاقِكَ اللاتي فَضَلْتَ بها |
|
كلِّ البريَّةِ مِنْ قاصٍ ومِنْ دانِ |
تُغني عن المأثُراتِ الباقياتِ ومَنْ |
|
يُحصي جواهرَ أجبالٍ وكُئْبانِ |
يا مَنْ على دُرُجِ العلياءِ مرتقياً |
|
أنتَ العظيمُ الكبيرُ القدرِ والشانِ |
فأجابَهُ المحقِّق رحمهالله :
لقد وافَتْ قصائِدُكَ العوالي |
|
تهزُّ معاطِفَ اللَّفظِ الرَّشيقِ |
فَضَضْتُ خِتامَهُنَّ فَخِلْتُ أنَّي |
|
فَضَضْتُ بِهِنَّ عن مِسْكٍ فَتيقِ |
وحالَ الطَّرفُ منها في رياضٍ |
|
كُسِينَ بناظرِ الزهرِ الأنيقِ |
فَكَمْ أبصرتُ من لفظٍ بدیعٍ |
|
يُدَلُّ بناظرِ الزهرِ الأنيقِ |
وكَمْ شاهَدْتُ من عِلْمٍ خَفِيٍّ |
|
يُقرِّبُ مَطلبَ الفضلِ السّحيقِ |