شَرِبتُ بها كؤوساً من معانٍ |
|
غَنيتُ بِشُربِهِنَّ عن الرحيقِ |
ولكنِّي حلتُ بها حقوقاً |
|
أخافُ لِثِقلِهِنَّ مِنَ العُقوقِ |
فسِرْأ أبا الفضائل بي رويداً |
|
فَلَسْتُ أُطيقُ كفرانَ الحُقوقِ |
وتحمَّل ما أُطيقُ بهِ نُهوضاً |
|
فإنَّ الرِّفقَ أنسَبُ بِالصديقِ |
فَقَدْ صيَّرتَنِي لِعُلاكَ رِقّاً |
|
بِبِرِّكَ بَلْ أرَقُّ مِنَ الرَّقيقِ |
وكتب من بعدها نثراً من جملته :
(ولست أدري كيف سوّغ لنفسه الكريمة ـ مع حنوه على إخوانه ، وشفقته على أوليائه وخلانه ـ إثقال كاهلي بما لا يطيق الرجال حمله ، بل تضعف الجبال أن تقلَّه؟ حَتَّى صيّرني بالعجز عن مجازاته أسيراً ، وأوقفني في ميدان محاوراته حسيراً ، فما اُقابل ذلك البرِّ الوافر ، ولا اُجازي ذلك الفضل الغامر ، وإني لأظن کرم عنصره ، وشرف جوهره ، بعثه على إفاضة فضله وإن أصاب غير أهله ، أو كأنَّه مع هذه السجيّة الغراء ، والطويَّة الزهراء ، استملي بصحيح فكرته ، وسلیم فطرته الولاء من صفحات اوجهي ، وفلتات لساني ، وقرأ المحبّة من لحظات طرفي ، ولمحات شأني ، فلم ترض همَّته العلِيَّة من ذلك الإيراد بدون البيان ، ولم يقنع لنفسه الزكية عن ذلك الخبر إلا بالعيان ، فحرّك ذلك منه بحراً لا يسمح إلا بالدرر ، وحجراً لا يترشّح بغير الفقر ، وإنَّما أُستمدُّ من إنعامه الاقتصاد على ما تطوَّع به من البرّ ، حَتَّى أقوم بما وجب عليَّ من الشكر إن شاء الله) (١).
ومن شعر المحقِّق رحمهالله أيضاً وكتب إلى أبيه :
__________________
(١) بحار الأنوار ١٦ : ١٥ ـ ١٧ ضمن إجازة الشيخ حسن للسيِّد نجم الدين الحسيني المعروفة بالإجازة الكبيرة ، أمل الآمل ٣ : ٢٢ ترجمة ابن وشاح رقم ٦٨.