وذكره جدِّي بحر العلوم طاب ثراه في (رجاله) وقال : (إنه أوّل من شرح النافع ، وقال : إنه محقِّق فقیه ، قوي الفقاهة ، وقد يعبَّر عنه بابن الربيب) (١).
والوزير شرف الدين أبو القاسم علي بن الوزير مؤيِّد الدين أبي طالب محمّد بن أحمد العلقمي ، وكان عالماً فاضلاً ، جلیل القدر ، شاعراً أديباً.
ومؤيد الدين أبوه كان وزير المستعصم العبَّاسي ، شيعياً سُلّمت إليه بغداد من بعد فتحها على يد هولاكو ، فمكث الوزير شهوراً ثُمَّ مرض ، ومات رحمهالله سنة ٦٥٦ (٢).
قال شرف الدين أبو القاسم علي : (اشتملت خزانة والدي على عشرة آلاف مجلد من نفائس الكتب ، وصنَّفَ الناس له الكتب ، فممّن صنَّفَ له الصاغاني اللُّغوي ، صنَّف له (العُباب) وهو كتاب عظيم كبير في لغة العرب ، وصنَّفَ له عز الدين عبد الحميد بن أبي الحديد کتاب (شرح نهج البلاغة) ، يشتمل على عشرين مجلداً ، فأثابهما وأحسن جائزتهما ، وكان ممدّحاً مدحه الشعراء ، وانتجعه الفضلاء.
فممَّن مدحه كمال الدين بن البوقي بقصيدة من جملتها :
مؤيّدُ الدين أبو طالٍب |
|
محمّدُ بنُ العلقميِّ الوزيرْ |
وهذا بيت حسن جمع فيه لقبه وكنيته واسمه واسم أبيه وصنعته. وكان مؤيد الدين عفيفاً عن أموال الديوان وأموال الرعية ، متنزهاً مترفعاً.
قيل : إنَّ بدر الدين صاحب الموصل أهدى إليه هدية تشتمل على كتب وثياب ولطائف قيمتها عشرة آلاف دينار ، فلمَّا وصلت إلى الوزير حملها إلى خدمة الخليفة ،
__________________
(١) الفوائد الرجالية ٢ : ١٧ ، باختلاف يسير.
(٢) ينظر ترجمته في : الكنى والألقاب ١ : ٣٦٢ ، ٣ : ٢٨٤.