وربّما اُشير إلى ما ذكرنا بما ورد في الحديث : أنّ أمرنا صعب مستصعب ، لا يحتمله إلّا عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان ، ولا يعي حديثنا إلّا صدور أمينة ، وأحلام رزينة (١).
تنمية السيِّد رحمهالله الَّذي يقول : لا يمكن حلول جسم واحد في مكانين ترتفع حديث العبدي المتقَدْم ، وأمثال هذه الأحاديث المعتبرة كثيرة لا يسعها شرحنا.
الجسد المثالي
هذا وإذا قال السيِّد رحمهالله إن ما ذكر في الأخبار كلّها معجزات لهم عليهمالسلام.
قلنا : تعلُّق أرواحهم بأبدان متعددة ، أو تكوين أبدان متعددة في آن واحد أيضاً من معجزاتهم ، وقَدْ ذكرنا فيما تقَدْم في بحث (التنجيم) رواية (الخصال) عن علي بن الحسين عليهالسلام وإخباره المنجّم بأنه عليهالسلام قَدْ دخل أربعة عشر عالماً ولم يتحرَّك من مكانه (٢).
وفي (الخرائج) أيضاً : أنه لما حضرت الولادة لخديجة دخل عليها ثلاث نسوة ، فارتاعت ، فقلن : لا تخافي ولا تحزني نحن رُسُلُ اللهِ إليك ، هذه : حواء أم البشر ، وهذه : مريم بنت عمران ، وأنا : آسيا بنت مزاحم؟ جئنا لنعينك على أمرك (٣).
__________________
(١) نهج البلاغة ٢ : ١٢.
(٢) لم يرد في الخصال كما تقَدْم ذكره في محله ، وهو في بصائر الدرجات ٤٢٠ ح ١٣ ، الاختصاص : ٣١٩ ، دلائل الإمامة : ٢١٠ ح ١٣٣ / ٢٣.
(٣) الخرائج والجرائم ٢ : ٥٢٤ باختصار ، وفيه أن النسوة أربع وهن : سارة وآسية بنت مزاحم ومريم بنت عمران وكلثم بنت عمران.