فأين كانت حواء ومریم وآسیا وهنَّ في أماكن شتّى ، وليس إلا ظهور الأرواح الإلهية في القوالب البرزخية.
وروى ابن طاووس رحمهالله : (أن رجلاً من أصحاب عمر بن سعد ـ لعنه الله ـ رأى في الليلة التي قُتل فيها الحسين عليهالسلام : أن أبواب السماء فتحت ونزل رسول الله صلىاللهعليهوآله ومعه الملائكة حَتَّى نزل آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ، فأين كان الأنبياء حَتَّى نزلوا بكربلاء (١) ، وقَدْ دفنوا في بقاع شتّى وأجسادهم مودعة في قبورهم إلى يوم القيامة).
وعن الحسن بن علي عليهالسلام أن أمير المؤمنين عليهالسلام قال له وللحسين : «إذا وضعتماني في الضريح فصليا عليَّ ركعتين قبل أن تهيلا عليَّ التراب وانظرا ما يكون.
فلمَّا وضعاه في الضريح وفعلا ما أمرهما ، فإذا الضريح مغطى بثوب من سندس ، فكشف الحسن عليهالسلام ممَّا يلي الوجه فوجد : رسول الله صلىاللهعليهوآله وآدم وإبراهيم يتحدثون مع أمير المؤمنين عليهالسلام ، وكشف الحسين عليهالسلام ممَّا يلي رجليه فوجد : الزهراء عليهاالسلام ومریم وحوّاء وآسيا ينحن على أمير المؤمنين ويندبنه» (٢).
فأين كان محمّد صلىاللهعليهوآله وإبراهيم في نجف الكوفة.
وروى ابن عبَّاس : «أن النبي صلىاللهعليهوآله رأى علياً وفاطمة والحسن عليهالسلام والحسين عليهالسلام في السماء ، وسلّم عليهم وقَدْ فارقهم في الأرض» (٣).
__________________
(١) الملهوف في قتلی الطفوف : ١ باختصار ، وفيه أنَّ حادثة الرؤيا وقعت في طريق السير إلى الشام.
(٢) بحار الأنوار ٤٢ : ٣٠١ عن مشارق الأنوار.
(٣) مائة منقبة : ٣٣ ، أمالي الصدوق : ٥٧ ، مناقب آل أبي طالب ٣ : ٦٠