قال : فخرجت إليها مبادراً فوجدتها قَدْ أفاقت وهي قاعدة والخادمة تلقمها الطبرزد ، فقلت : ما حالك؟ قالت : قَدْ صبّ الله عليَّ العافية صبّاً ، وقَدْ اشتهيت هذا السكر.
فقلت : قَدْ خرجت من عندك آيساً ، فقد سألتي الصادق عليهالسلام عنك فأخبرته بحالك ، فقال : لا بأس عليها ، ارجع إليها فهي تأكل السكَّر.
قالت : خرجت من عندي وأنا أجود بنفسي ، فدخل رجل وعليه ثوبان ممصِّران. قال : مالك؟ قلت : أنا ميِّتة وهذا ملك الموت قَدْ جاء لقبض روحي.
فقال : يا ملك الموت؟ قال : لبَّيك أيُّها الإمام.
قال : ألست اُمرت بالسمع والطاعة لنا؟ قال : بلى.
قال : فإني آمرك أن تؤخّر أمرها عشرين سنة ، قال السمع والطاعة.
قال : فخرج هو وملك الموت من عندي فأفقت من ساعتي» (١).
وفي رجال ميرزا محمّد الكبير يسند عن حفص التمّار ، قال : دخلت على أبي عبد الله عليهالسلام أيام طلب المعلَّى بن خنيس ، فقال لي : «یا حفص! إني أمرت المعلَّى فخالفني فابتلى بالحديد ، إني نظرت إليه يوماً وهو كئيب حزين فقلت : يا معلَّى! كأنك ذكرت أهلك وعيالك؟ قال : أجل.
قلت : ادنُ منّي ، فدنا منّي فمسحت على وجهه ، فقلت : أين تراك؟ فقال : أراني في أهل بيتي ، وهذه زوجتي ، وهذا ولدي. قال : فتركته حَتَّى تملّى منهم
__________________
(١) الخرائج والجرائح : ١ : ٢٤ ح ٢ باختلاف يسير.