وأمّا الأدب : فهو روضه الأريض ، ومالك زمام السجع منه والقريض ، والناظم لقلائده وعقوده ، والمميّز عروضه من نقوده ، وساُثبت منه ما يزدهیك إحسانه ، وتطيبك خرائده وحسانه ، وأخبرني من أثق به أنَّ والده السعيد لمّا ناداه داعي الأجل على يد الشقي العنيد ، فألقى السمع وهو شهيد ، كان للشيخ المذكور من العمر اثنتا عشرة سنة ، وذلك في سنة ٩٦٥ ، وتوفي رحمهالله تعالى سنة ١١١ ، ومن مصنّفاته كتاب (منتقى الجمان في الأحاديث الصحاح والحسان) ، وكتاب (المعالم) ، و (الاثني عشرية) ، و (منسك الحج) ... وغير ذلك.
ومن شعره قوله :
أبهضني حَمْلُ النَّصَبْ |
|
ونالني فَرْطُ التَّعَبْ |
إذْ مُرَّ حالاتِ النَّوى |
|
عليّ دهري قَدْ كَتَبْ |
لا تعجبوا من سقمي |
|
إنّ حياتي لَعَجَبْ |
عاندني الدهرُ فما |
|
يودُّ لي إلّا العَطَبْ |
وما بقاءُ المرءِ في |
|
بحرِ همومٍ وكُرَبْ |
لله أشكو زمناً |
|
في طرقي الخترَ نَصَبْ |
فَلَسْتُ أغدو طالباً |
|
إلّا ويعييني الطَّلَبْ |
لو كُنْتُ أدري وعلّةً |
|
توجبُ هذا أو سببْ |
كأنّه يحسبني |
|
في سلكِ أصحابِ الأدبْ |
أخطأتَ يا دهرُ فلا |
|
بَلَغْتُ في الدنيا إرَبْ |
كَمْ تألف الغدرَ ولا |
|
تخافُ سُوءَ المُنْقَلَبْ |
غادرتني مطَّرحاً |
|
بين الرزايا والنُّوَبْ |