وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (١) ، وكانت وفاته رحمهالله سنة ١هـ ورثاه بأبيات كتبها على قبره ، وهي قوله :
ففي لِرَهْن ضریحٍ صارَ كالعَلَمِ |
|
للجودِ والمجدِ والمعروفِ والكَرَمِ |
قد كانَ للدينِ شمساً يُستضاءُ به |
|
محمّد ذو المزايا طاهرُ الشّيَمِ |
سقى ثراهُ وهنَّاهُ الكرامَةَ والـ |
|
رَيْحانَ والرَّوحَ طُرّاً بارئُ النَّسَمِ |
والحق أنّ بينهما فرقاً في الدقّة والنظر يظهر لمن تأمّل مصنّفاتهما ، وأنّ صاحب العنوان رحمهالله كان أدقّ نظراً وأجمع من أنواع العلوم ، وكانا مدّة حياتهما إذا اتفق سبق أحدهما إلى المسجد وجاء الآخر بعده يقتدي به في الصلاة ، وكان كلٌّ منهما إذا صنّف شيئاً يرسل أجزاءه إلى الآخر وبعد ذلك يجتمعان على ما يوجبه البحث والتحرير.
وكان مولده الشريف في العشر الأخيرة من شهر رمضان سنة ٩٥ ، ووجد بخطه رحمهالله نقلاً عن خط والده الشهيد رحمهالله بعد ذكر تواريخ إخوته ما هذا لفظه : (وُلد أخوه حسن أبو منصور جمال الدين عشية الجمعة ، سابع عشر شهر رمضان المعظم سنة ٩٥ هـ والشمس في ثالثة الميزان والطالع زحل ، اللهُمَّ اجمل خاتمتنا إلى خير يا من بيده كلُّ خير).
وكان سنّه عند وفاة والده أربع سنين وأشهراً ، وقرأ على السيِّد على الصائغ ، والسيِّد علي نور الدين الكبير والد السيِّد محمّد صاحب المدارك ، والشيخ حسين بن عبد الصمد العاملي ، وعمدة تحصيله على السيِّد علي الصائغ في أكثر العلوم
__________________
(١) سورة الأحزاب: ٢٣.