شَرِبْنَ بماءِ البحرِ ثُمَّ ترَّفَعَتْ |
|
مَتى لُججٍ خُضْرٍ لهُنَّ نَئِيجُ |
أي : من ماء البحر ، وهو لأبي ذؤيب الهذلي ، واسمه خویلد بن خالد ، يصف فيه السحاب ، واستشهد به صاحب المغني على مجيء (الباء) بمعنى (من) التبعيضية (١) ، وقال جميل :
فَلَئمْتُ فاها آخِذاً بِقُرونِها |
|
شَرَفُ النزيفِ بِبَرْدِ ماءِ الحَشْرَجِ |
أي : من برد.
وقال النحاة : الأصل أن تأتي للإلصاق ، ومثّلوها بقولك : مسحت يدي بالمنديل. أي : ألصقتها به. والظاهر : أنّه لا يستوعبه ، وهو عرف الاستعمال ويلزم من هذا الإجماع على أنّها للتبعيض) ، انتهى ما أردنا نقله من المصباح بتغيير ما (٢).
هذا تمام الكلام فيما يتعلَّق بحجّية ظواهر الكتاب الَّذي خالفنا فيه أصحابنا الأخباريون.
هلا كان القرآن كله محكما
رجع : فإن قلت : هلّا كان القرآن كلّه محكماً؟ قلت : لو كانت الآيات كلّها محكمات تعلق الناس بها ، واقتصروا عليها في الاعتقادات والأعمال ، فأعرضوا عن أئمّة الدين صلوات الله عليهم أجمعين ، وعن طريق النظر والاستدلال ، فيبقون في ظلمات التقليد ولم يهتدوا إلى معرف ةالله التي لا تحصل إلّا بالرجوع
__________________
(١) مغني اللبيب ١ : ١٢٦.
(٢) المصباح المنير ١ : ٦٩ ، مادة (ب. غ. ض).