قلت : واختار كون الباء للتبعيض غير
واحد من اللُّغويين أيضاً ، کـ صاحب القاموس
، وجماعة من النحویین كـ: ابن کیسان
، وابن مالك في الألفية
، وجلال الدين السيوطي
، وابن الناظم في شرحيهما على الألفية ، وأبي الحجاج يوسف بن محمّد البلوي في كتاب
الألف باء.
وقال الفيّومي في المصباح : (وأمّا قولهم الباء
للتبعيض فمعناه أنها لا تقتضي العموم ، فيكفي أن تقع على ما يصدق عليه أنّه بعض ،
واستدلوا عليه بقوله تعالى :
وَامْسَحُوا
بِرُءُوسِكُمْ ، وقالوا : الباء هنا
للتبعيض على رأي الكوفيين .
ونصّ على مجيئها للتبعيض ابن قتيبة في
أدب الكاتب
، وأبو علي الفارسي
وابن جنّي .
ونقله الفارسي عن الأصمعي ، وقال ابن مالك في شرح التسهيل : وتأتي الباء موافقة من
التبعيضية .
وقال ابن قتيبة أيضاً في كتابه الموسوم
بمشکلات معاني القرآن: وتأتي الباء بمعنی : (مِنْ) ، تقول العرب : شربت بماء
كذا. أي : منه ، وقال تعالى : عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا
__________________