قلت : واختار كون الباء للتبعيض غير واحد من اللُّغويين أيضاً ، کـ صاحب القاموس (١) ، وجماعة من النحویین كـ: ابن کیسان (٢) ، وابن مالك في الألفية (٣) ، وجلال الدين السيوطي (٤) ، وابن الناظم في شرحيهما على الألفية ، وأبي الحجاج يوسف بن محمّد البلوي في كتاب الألف باء.
وقال الفيّومي في المصباح : (وأمّا قولهم الباء للتبعيض فمعناه أنها لا تقتضي العموم ، فيكفي أن تقع على ما يصدق عليه أنّه بعض ، واستدلوا عليه بقوله تعالى : وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ ، وقالوا : الباء هنا للتبعيض على رأي الكوفيين (٥).
ونصّ على مجيئها للتبعيض ابن قتيبة في أدب الكاتب (٦) ، وأبو علي الفارسي (٧) وابن جنّي (٨). ونقله الفارسي عن الأصمعي ، وقال ابن مالك في شرح التسهيل : وتأتي الباء موافقة من التبعيضية (٩).
وقال ابن قتيبة أيضاً في كتابه الموسوم بمشکلات معاني القرآن: وتأتي الباء بمعنی : (مِنْ) ، تقول العرب : شربت بماء كذا. أي : منه ، وقال تعالى : عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا
__________________
(١) القاموس المحيط ٤ : ٤٠٨.
(٢) شرح ابن عقیل ٢ : ٢٢
(٣) شرح ابن عقیل ٢ : ٢٢.
(٤) ينظر : شرح ابن الناظم : ٢٦٣، البهجة المرضية في شرح الألفية : ٢٧٥.
(٥) ينظر رأي الكوفيين في : ارتشاف الضرب ٢ : ٢٧، والجني الداني : ٤٣، وائتلاف النصرة : ١٦١.
(٦) أدب الكاتب : ٤٠٨.
(٧) ينظر رأي الفارسي في : ارتشاف الضرب ٢: ٤٢٧ ، والجني الداني : ٤٣.
() ابن جني من المنکرین کما صرّح في الصفحة السابقة وكما ورد في سر صناعة الأعراب ١: ١٤٦.
() شرح التسهيل ٢ : ٢٢.