[ك] ـ وروى محمّد بن خالد البرقي في (قصص الأنبياء) ، فقال ما هذا لفظه : (عبد الله بن سنان ، عن عمّار بن أبي معاوية ، قال : وفُتحت مدائن الشام على يد يوشع بن نون حين انتهى إلى البلقاء ، فوجد فيها رجلاً يقال له : بالق ـ به سمّيت البلقاء ـ فجعلوا يخرجون يقاتلونه فلا يقتل منهم رجلاً ، فسأل ذلك فقيل : إنّ في مدينته امرأة منجِّمة تستقبل الشمس بفرجها ، ثُمَّ تحسب ، ثُمَّ يعرض عليها الخيل فلا يخرج يومئذ رجل حضر أجله.
فصلّى يوشع بن نون ركعتين ودعا ربّه أن يؤخر الشمس ، فاضطرب عليها الحساب. فقالت لبالق : انظر ما يعرضون عليك فأعطهم ، فإنّ حسابي قَدْ اختلط عليَّ ، قال : فتصفحي الخيل فاخرجي فإنّه لا يكون إلّا بقتال.
قال : فتصفحت وأخرجت فقتلوا قتلاً لم يقتله قوم ، فسألوا يوشع الصلح فأبى حَتَّى يدفع إليه المرأة ، فأبى بالق أن يدفعها.
فقالت : ادفعني إليه ، فصالحها ودفعها إليه.
فقالت : هل تجد فيما أوحي إلى صاحبك قتل النساء؟
قال : لا ، قالت : أليس إنّما تدعوني إلى دينك؟
قال : بلى ، قالت : فإنّي دخلت في دينك) (١).
هذا آخر لفظه في حديثه ، والمراد باستقبال الشمس بالفرج : المواجهة لها ؛ لتعلم مقدار حركتها وهي عبارة شائعة :
__________________
(١) فرج المهموم : ١٤٣ وفيه : (عمار بن معاوية) عنه بحار الأنوار ٥٥ : ٢٥٦ ح ٤٧ ، ورواه الراوندي بسند عن ابن بابويه في قصص الأنبياء : ١٧٦ ح ٢٠١.