وقوله عليهالسلام : «واستغنى ... إلخ» ، لأنّه يفزع إليه في كلّ أمر يهتم به ، ويجعله عمدة له ، فيعرض عن الفزع إلى الله ؛ إذ يعتمد على الكواكب والأوقات ، ويشتغل بالفزع إلى ما يستند إلى الكواكب وإلى ملاحظتها.
قوله عليهالسلام : «أن يوليك الحمد ... إلخ» ، لأنّ كلّ من زعم ذلك أهّل نفسه لاستحقاق الحمد من مصدِّقه دون الله.
قوله عليهالسلام : «تدعوا إلى الكهانة» ، أي إلى أن يُصيّر نفسه كالكاهن في دعوى الإخبار عمّا سيكون ، ثُمَّ أكَّد كونه داعية إلى التشبيه بالكاهن ، انتهى.
واعلم أنَّ الكاهن يتميَّز عن المنجِّم بكون ما يخبر عنه من الأُمور الكائنة إنّما هو عن نفسانيّة له ، وظاهر أنّ ذلك أدعى إلى ال فساد في أذهان الناس وإغوائهم لزيادة اعتقاداتهم فيه.
وأمّا الساحر فيتميّز عن الكافر بأنّ له قوة على التأثير في أمر خارج عن بدنه بآثار خارجة عن الشريعة مؤذية للناس كالتفريق بين الزوجين ونحوه ، وتلك زيادة شرٍّ آخر على الكاهن أدعى لفساد أذهان الناس ، وزيادة اعتقادهم وانفعالهم عنه خوفاً ورغبة.
وأمّا الكافر فيتميّز عن الساحر بالبعد الكثير عن الله وعن دينه ، وإن شاركه في أصل الانحراف عن سبيل الله ، وحينئذ صار الضلال والفساد في الأرض مشتركاً بين الأربعة ، إلّا أنه مقول عليهم بالتشكيك (١).
__________________
(١) الفروق اللغوية : ٢٣٧ بتصرف.