وَمَهْمَا افتضّ أبكارَا لغواني |
|
فَكَمْ بكرٍ مِنَ الحِكَمِ افتَضَضْتا |
ثمَّ قال بجهل من فضّل المالَ على العلم
جَعَلْتَ المالَ فوقَ العِلمِ جَهْلاً |
|
لَعَمرُكَ في القضية ما عَدَلنا |
وبينَهُما بنصّ الوحي بَوْنٌ |
|
سَتَعْلَمُهُ إذا طه قرأتا (١) |
يريد قوله تعالى : وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا (٢).
وكفى للعلم فضيلة قول رسول الله صلىاللهعليهوآله فيما ورد عنه : «نِعْمَ وزيرُ الإيمانِ العلمُ ، ونِعْمَ وزيرُ العِلمِ الحِلْمُ ، وَنِعْمَ وزيرُ الرِّفقِ الصَّبرُ» (٣).
وقديماً ما زال أهل العلم والأدب ينسلون إليه من كلّ حدب ، يجتنون أزهاره ويقطعون أثماره ، ويستكثرون منه بلحظة ، ويؤثرون ولو بلفظة ، يدأبون في جمعه وضمَّه ، وينصَبونَ في حفظه وفهمه ، حَتَّى قيل :
أخو العلم حيٌّ خالِدٌ بَعْدَ موتِهِ |
|
وَأَوْصالُهُ تَحْتَ التُّرابِ رَميمُ |
وذو الجَهلِ مَيْتٌ وهْوَ ماشٍ على الثرى |
|
يُعَدُّ من الأحياءِ وَهوَ عَديمُ |
وهما لابن السيّد (٤).
__________________
(١) القصيدة للعلّامة الحلّي رحمهالله يوصي بها ولده بطلب العلم وتعليمه لمستحقيه. (ينظر : مقدمة إرشاد الأذهان ١ : ١٦٦ ، مقدمة قواعد الأحكام ١ : ١٤٥ ، مقدمة مختلف الشيعة ١ : ١٤٤ ، مجلة تراثنا ٨ : ٣٢٨).
(٢) سورة طه : من آية ١١٤.
(٣) الكافي ١ : ٤٨ ح ٣.
(٤) ابن السيّد : هو أبو محمّد عبد الله بن محمّد ابن السيِّد البطليوسي الأندلسي النحوي اللغوي ت ٥٢١ هـ (ينظر : وفيات الأعيان ٣ : ٩٦ رقم ٣٤٧ ، الوافي بالوفيات ١٧ : ٣٠٧ ، البداية والنهاية ١٢ : ١٤٥) ، وفيها البيتان.