ويروى أنّ سفيان الثوري لمّا قدم عسقلان مكث ثلاثة أيام لا يسأله إنسان عن شيء ، فقال : (اكثروا لي حَتَّى أخرج من هذا البلد ، هذا البلد يموت فيه العلم) (١).
وقال فتح الموصلي (٢) : (أليس المريض إذا مُنع من الطعام والشراب والدواء يموت؟ قالوا : نعم. قال : فكذلك القلب إذا مُنعت عنه الحكمة والعلم ثلاثة أيام يموت) (٣).
وينقل عن أبي الدرداء أنه قال : (لأن أتعلّم مسألة من العلم أحب إليَّ من قيام ليلة) (٤).
وفي رواية عن النبي صلىاللهعليهوآله : «ما استرذل الله عبداً إلا حظر عنه العلم والأدب» (٥).
وقال علي عليهالسلام في خطبته في نهج البلاغة : «إذا أرذل الله عبداً حظر عليه العلم» (٦).
يقال : (أرذل الله عبداً واسترذله ، أي : جعله رذلاً ، وهو الخسيس الدنيء) (٧).
وفيه دلالة على أنّ الجهالة من الرذالة ، وأنّه لا شرف لمن لا علم له.
__________________
(١) إحياء علوم الدين ١ : ١١.
(٢) قوله : (وقال فتح الموصلي) في كتاب (مدينة المريد للشهيد الثاني رحمهالله) ، نسب هذا الكلام إلى بعض العارفين. (مرتضى الطباطبائي)
(٣) إحياء علوم الدين ١ : ٧ والمؤلف رحمهالله ذكره باختصار وما أثبتناه من المصدر.
(٤) إحياء علوم الدين ١ : ٩.
(٥) مسند الشهاب ٢ : ١٧ ح ٧٩٥ ، كنز العمال ١٠ : ١٥٧ ح ٢٨٨٠٦.
(٦) نهج البلاغة : ٦٩.
(٧) شرح اُصول الكافي للمازندراني ٢ : ٢٠٤.