الثانية : أن يحذف المضاف إليه وينوى ثبوت لفظه ، فتعرب بالإعراب المذكور أي : الخفض بـ(من) ، ولا تنون أيضاً لنيّة الإضافة كقراءة بعضهم : لِلَّـهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ (١) بالخفض بغير تنوين ، أي : من قبل القلب ومن بعده ، فحذف المضاف إليه وقدّر وجوده.
الثالثة : قطعها عن الإضافة لفظاً ومعنى ، فلا يقطع عنها التنوين لكونها اسم كسائر أسما النكرات ، فتعرب بالإعراب المذكور فتنصب وتجر كقراءة بعضهم : لِلَّـهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ (٢) بالجر والتنويه ، ومعنى قطعها عن الإضافة : أن لا يكون في نظر المتكلّم خصوصية المضاف إليه ، وكون المقصود قبلاً ما وبعداً ما ؛ لأجل التنكير ؛ إذ معنى الأوّل من المفاهيم المتضايفة ولا يصحّ بدون الإضافة ، ولها حكم الظروف اللازمة الإضافة فافهم.
الرابعة : أن يحذف المضاف إليه وينوى ثبوت معناه ، أي : بعد الحمد دون لفظه كما في المتن ويمنع من التنوين ؛ لثبوت المضاف إليه في التقدير ، كما إذا ثبت في اللفظ ، ويُبنى على الضم لتضمّنها معنى الإضافة التي هي من معاني الحرف ، وكونه على الحركة ؛ لأن الحركة دليل التمكُّن ؛ لأنها في الأصل متمكّنة ، وكونه على الضم ؛ لأنه أقوى الحركات كقراءة السبعة لِلَّـهِ الْأَمْرُ مِن
__________________
(١) سورة الروم : من آية ٤ ، وهي قراءة أبي السمّال والجحدري وعون العقيلي. (ينظر : إعراب القرآن للنحاس ٢ : ٥٧٨ ، والكشّاف ٢ : ٢٥٠٣ ، والبحر المحيط ٧ : ١٦٢ ، ومعجم القراءات القرآنية ٧ : ١٤٠.
(٢) قراءة الجر والتنوين : وهي قراءة الجحدري وعون العقيلي ، معاني القرآن للفراء ٢ : ٣٢٠ ، وإعراب القرآن للنحاس ٢ : ٥٧٩ ، ومعاني القرآن وإعجابه للزجاج ٤ : ١٧٦ ، ومعجم القراءات القرآنية ٧ : ١٤٠.