وثمان وعشرون آية» (١) ، وكذلك سورتي القصص والعنكبوت. وهو في الحقيقة لا اختلاف فيه ، وأجمع العادّون على عدد آيات هذه السور.
خامسا ـ في سورة مريم يقول : «وهي ثمان وتسعون آية في غير عدد أهل مكة وإسماعيل» (٢) ، وسورة المؤمنون «مئة وتسع عشرة آية في غير عدد أهل الكوفة» (٣). وذكر هنا أن العدد لإسماعيل مخالف ما ذكره في غيرها بأنه عدد أهل المدينة الأخير.
المطلب الخامس
فضائل السور والآيات
وردت أحاديث كثيرة في فضائل سور القرآن الكريم ، بيد أن قسما من هذه الأحاديث ليس صحيحا ، كما قرر أهل العلم ، قال ابن تيمية (٤) ، رحمهالله تعالى : «وفي التفسير من هذه الموضوعات قطعة كبيرة مثل الحديث الذي يرويه الثعلبي والواحدي والزمخشري في فضائل سورة القرآن سورة سورة ، فإنه موضوع باتفاق أهل العلم».
وقد ذكر المؤلف ، رحمهالله تعالى ، في كثير من السور فضائل لهذه السور وبعض آياتها :
أولا ـ فضائل بعض الآيات : ومن الأمثلة على ذلك :
١ ـ في مطلع سورة الكهف يذكر ثلاثة أحاديث في فضل أوائل سورة الكهف ، فيقول : عن أبي الدرداء ، عنه عليهالسلام : «من حفظ أول الكهف عصم من فتنة الدجال» ، وعنه مرفوعا : «من قرأ ثلاث آيات من أول الكهف عصم من الدجال» ، وروي عنه عليهالسلام : «من قرأ عشر آيات من أول الكهف عصم من فتنة الدجال». (٥)
٢ ـ وفي آخر سورة الكهف يذكر حديثا في فضل قوله تعالى : (فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) [الكهف : ١١٠] ، عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أنه أوحي إليّ من قال : (فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) كان له نور من عدن أبين إلى مكة حشوه الملائكة» (٦).
٣ ـ وفي سورة المؤمنون يذكر فضل الآيات في مطلع السورة فيقول : «وعن عمر بن الخطاب قال : كان النبي عليهالسلام إذا نزل عليه الوحي سمع عند وجهه دوي كدوي النحل ، فأنزل عليه يوما فمكثنا ساعة فسرّي عنه ، فاستقبل الكعبة ، فرفع يديه وقال : «اللهم زدنا ولا
__________________
(١) درج الدرر ١١٦.
(٢) درج الدرر ٢١٨.
(٣) درج الدرر ٣١٧.
(٤) مقدمة في أصول التفسير ٣٥.
(٥) درج الدرر ١٨٥.
(٦) درج الدرر ٢١٦ ـ ٢١٧.