ابن عباس قال : إنّ الصّخرة التي في أصل ثبير هي التي ذبح عليها إبراهيم عليهالسلام. (١) وعن عبد الله بن سلام قال : أراد أن يذبحه في جبل بيت المقدس. إلا أنّ قبول الأخبار بذبح إسماعيل وكون المذبح بمنى أسرع إلى قبول غيرها.
وسبب الاختلاف ما روي عن عبد الله بن سلام قال : كنّا نتعلم في كتاب يهوذا الذي لم يبدّل هو إسماعيل عليهالسلام. (٢) ففي هذا الحديث ما يدلّ على أنّ سبب الاختلاف هو (٣) تحريف اليهود وتبديلهم ، فإن كان النبي عليهالسلام ذكر أنّه إسحاق فإنّما يكون ذكر ذلك على زعم اليهود من غير توقيف إلهيّ حتى أخبره الله بعد ذلك ، أو أخبره عبد الله بن سلام بحقيقة الأمر ، كما أخبره بقصّة الرّجم.
ثمّ نجمع بين الأحاديث فنقول : يجوز أنّ ذبح إسماعيل في بعض الأحوال والمحالّ ، وفداه الله إيّاه ، وذبح أخيه في بعض الأحوال والمحالّ ، وفداه الله إيّاه ، وإخبار الله تعالى عن ذبح إبراهيم أحد ابنيه لا يدلّ على نفي الآخر.
٨٨ ـ ونظر إبراهيم في النّجوم : قيل : رمى ببصره إلى السّماء ليتذكّر حيلة. وقيل : أطرق ورمى ببصره إلى نجوم الأرض متفكرا. (٤) وقيل : نظر في نجوم رأيه ، وهي خواطره التي تنجم له. (٥) وقيل : كان قومه يتعاظمون علم النجوم ، فتشبّه بهم ؛ ليعذروه في قوله : (سَقِيمٌ) [الصافات : ٨٩] ، أي : سأسقم. (٦)
٩١ ـ (فَراغَ) : انصرف خفية على سبيل الاستراق ، ومنه روغان الثّعلب. (٧)
٩٣ ـ (بِالْيَمِينِ) : وهي اليد اليمنى. (٨) وقيل : القوّة. (٩) وقيل : الجلد ، وهو قوله : (وَتَاللهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ) [الأنبياء : ٥٧]. (١٠)
١٠٣ ـ (وَتَلَّهُ) : صرعه وأناخه. (١١)
__________________
(١) ينظر : الدر المنثور ٧ / ١١٣ ، أخرجه عبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والمستدرك ٢ / ٦٠٩.
(٢) ينظر : أخبار مكة ٥ / ١٢٧.
(٣) ك : وهو.
(٤) ينظر : تفسير ابن أبي حاتم (١٨٢١٦) ، والتسهيل لعلوم التنزيل ٣ / ١٧٣.
(٥) ينظر : تفسير القرطبي ١٥ / ٩٢.
(٦) ينظر : تأويل مشكل القرآن ٢٦٠ ، وزاد المسير ٦ / ٣١١ ، واللباب ١٦ / ٣٢٣.
(٧) ينظر : الغريبين ٣ / ٧٩٣ ، ولسان العرب ٨ / ٤٣١.
(٨) معاني القرآن وإعرابه ٤ / ٣٠٩ ، وزاد المسير ٦ / ٣١٢ عن الضحاك.
(٩) تأويل مشكل القرآن ١٨٨ ، ومعاني القرآن للفراء ٢ / ٣٨٤ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٤ / ٣٠٩.
(١٠) ينظر : لسان العرب ١٣ / ٤٦٢.
(١١) ينظر : وتفسير غريب القرآن ٣٧٣ ، وغريب الحديث لأبي عبيد ١ / ٣٨٨ ، وتفسير ابن أبي حاتم (١٨٢٤١) عن ابن عباس ، والنهاية في غريب الحديث ١ / ١٩٥.