جلوس سليمان ، ولا أكلت إلا مثل أكله ، ولا لبست إلا مثل لباسه ، ولا نظرت [إلى](١) السماء حياء من ربّي إذ عبدت الشمس من دونه ، قال : وكانت كذلك حتى قرأت التوراة والإنجيل (٢) ، وكانت مع ذلك لا تفتر من القنوت والسجود في الليل والنهار.
٢١ ـ وفي قوله : (لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً) دليل على كون (٣) ذلك الهدهد عاقلا مخاطبا مكلّفا. (٤)
وفي قوله : (لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ) دليل وجوب قبول العذر على الإمام والرئيس. (٥)
وعن فروة بن مسيك المرادي (٦) قال : أتيت (٧) النبي عليهالسلام ، فقلت : يا رسول الله ، ألا أقاتل من أدبر من أهل اليمن بمن (٨) أقبل منهم ، فأذن لي في قتالهم ، فأمّرني عليهم ، فلمّا خرجت من عنده سأل عنّي ما سأل الغطيفي؟ فأخبر أنّي قد سرت ، فأرسل في إثري ، فردّني ، فأتيته وهو في نفر من أصحابه فقال : «ادع القوم ، فمن أسلم فاقبل ، ومن لم يسلم فلا تعجل حتى أحدث لك» ، قال : وأنزل في سبأ ما نزل ، فقال رجل : يا رسول الله ، وما سبأ أرض أم امرأة؟ قال : «ليس بأرض ولا امرأة ، ولكنّه رجل ولد عشرة من العرب ، فتيامن منهم ستة ، وتشاءم منهم أربعة ، فأمّا الذين تشاءموا : فلخم وجذام وغسان وعاملة ، وأما الذين تيامنوا : فالأزد والأشعريون (٩) وحمير وكندة ومذحج وأنمار» ، فقال رجل : يا رسول الله ، وما أنمار؟ قال : «الذين منهم خثعم وبجيلة». قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب (١٠). وروي عن النبيّ نحوه. وقوله : «منهم خثعم وبجيلة» يحتمل : النسبة (١١) الحقيقية ، ويحتمل : الموالاة ، كما في قوله : «سلمان منّا أهل البيت (١٢)» ، و (١٣) يحتمل : أن يكون وحيا ،
__________________
(١) ساقطة من الأصل وع وأ.
(٢) أيّ إنجيل؟ والإنجيل نزل على عيسى عليهالسلام.
(٣) ساقطة من أ.
(٤) ينظر : أحكام القرآن لابن العربي ٣ / ١٥ ، والإكليل في استنباط التنزيل ٣ / ١٠٦٩.
(٥) ينظر : أحكام القرآن لابن العربي ٣ / ١٦.
(٦) أبو سبرة فروة بن مسيك المرادي ثم الغطيفي ، صحابي من اليمن ، سكن الكوفة. ينظر : معجم الصحابة ٢ / ٣٣٦ ، والاستيعاب ٣ / ١٢٦١ ، ومشاهير علماء الأمصار ٤٦.
(٧) الأصول المخطوطة : قال ، والتصحيح من مصادر التخريج.
(٨) ك : فمن.
(٩) الأصول المخطوطة : الأشعرون. والتصحيح من مصادر التخريج.
(١٠) ك وأ : حسن بن غريب. أخرجه الترمذي في السنن (٣٢٢٢) ، والطبراني في الكبير (٨٣٦) ، وابن سعد في الطبقات الكبرى ١ / ٤٥ ، وأخبار المدينة ١ / ٢٩٥.
(١١) ع : التشبه.
(١٢) ساقطة من ع. والحديث تقدم.
(١٣) ع : ثم.