المسلمين ، وإن كان كافرا أظهر علامات المشركين ، ثمّ إنّ صاحب الأرض التي كان فيها احتاج إلى أن يبني حظيرة (١) لغنمه ، فهدم ذلك السّدّ (٢) ، فبنى لغنمه ، فكان باب السدّ مفتوحا ، وقد اختلف الناس ، فقال قائلون : لا تقوم الساعة ، وليست بشيء ، وقال الآخرون : هي كائنة حقّا ، ثمّ استيقظوا بعد ثلاث مئة سنة وتسع سنين على جوعهم الذي ناموا عليه ، فنظر مكسلمينا وهو سيّدهم إلى الشمس قد زالت (٣) عن مكانها الذي كانت حين دخلوا ، فقال : كم لبثتم؟ فقالوا : لبثنا يوما أو بعض يوم. وأسماؤهم (٤) : يمليخا ومرطوس ونوايس (٥) وساريبوس وكشفوططيبوط وبطيمونسوس ، قالوا : ربّكم أعلم بما لبثتم ، وقال مكسلمينا : (فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هذِهِ (١٩٨ و) إِلَى الْمَدِينَةِ) [الكهف : ١٩] ، وهم يرون ملكهم دقيانوس كما هو عليه ، (فَلْيَنْظُرْ أَيُّها أَزْكى طَعاماً) [الكهف : ١٩] ، يقول (٦) : أيّها أحلّ ذبيحة ؛ لأنّ عامّتهم كانوا مجوسا يوم دخلوا الكهف ، (فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ) [الكهف : ١٩] ، يقول : طعاما منه ، (وَلْيَتَلَطَّفْ) في الشراء (٧) ، (وَلا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً) [الكهف : ١٩] يقول : لا يعلمنّ بكم أحدا (٨) من المجوس ، (إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ) [الكهف : ٢٠] يقول : في دينهم الشرك بالمجوسيّة ، (وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً) [الكهف : ٢٠] ، قال : فخرج رسولهم يمليخا ، فلما انتهى إلى باب السدّ إذا حجارة مكسورة على بابه ، فقال : إنّ هذا الشيء ما رأيناه ، وكان صاحب الكهف هدمه ، واسمه زندليس (٩) ، بنى حضيرة لغنمه (١٠) ، فقال (١١) : إنّ هذا ما رأيناه أمس حين دخلنا ، فكان أوّل شيء أنكره (١٢) ، وأنكر الطريق ، قال :
__________________
(١) ساقطة من ك.
(٢) ساقطة من ك.
(٣) الأصل وك وأ : زال.
(٤) قال الطبري في تفسيره : «وأما أسماء أهل الكهف فأعجمية ، والسند في معرفتها واه» وهذا ما وجدته ، فلم يتفق أهل الكتب على أسمائهم ، ينظر : تفسير الطبري ، والبدء والتاريخ ٣ / ١٢٨ ، والكامل في التاريخ ١ / ٢٧٧ ، ومعجم البلدان ٣ / ٦١.
(٥) ساقطة من ع وأ.
(٦) أ : فقال.
(٧) الأصول المخطوطة : في الشرى.
(٨) (لا يعلمن بكم أحدا) ، ساقطة من ك.
(٩) اسمه في كتاب البدء والتاريخ ٣ / ١٢٩ : دلس.
(١٠) ساقطة من أ.
(١١) ع : قال.
(١٢) (إن هذا ... شيء أنكره) ، ساقطة من أ.