انهزمت هوازن ويئس الملعون (١) عن مشركي العرب خرج (٢) إلى الشّام ليستنصر قيصر ، وكان يأمر المنافقين ببناء هذا المسجد ويخبرهم بأنّه سيأتيهم بجنود لا قبل لأحد بها ، فلم يمكنه الله سبحانه وتعالى من ذلك ، وأماته بالشّام طريدا وحيدا (٣). وابن أبي عامر الفاسق إنّما هو حنظلة غسيل الملائكة (٤).
(إِنْ أَرَدْنا) : «ما أردنا» (٥).
(إِلَّا الْحُسْنى) : إلّا استمالة أبي عامر ليرجع ويسلم ، فكذّبهم الله تعالى.
١٠٨ ـ (لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً) : قال مقاتل : أرسل النّبيّ صلىاللهعليهوسلم بعد نزول هذه الآية مالك بن الدخشم ومعن بن معدي وعامر بن السّكن ووحشيّا قاتل حمزة إلى هذا المسجد الظّالم أهله (٦) فهدموه وأحرقوه ، وأمر أن يتّخذ ذلك الموضع كناسة يلقى فيه الجيف (٧).
وفيه دليل (٨) لمحمّد على أنّ المسجد إذا خرب وتعطّل رجع إلى الملك ، قال أبو يوسف : هم لم يكونوا بنوه على نيّة المسجد حقيقة.
(لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ) : مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم (٩). وعن أبي سعيد الخدريّ أنّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : هو مسجدي هذا (١٠) ، يدلّ عليه (١١) ما روى أبو أيّوب وجابر بن عبد الله وأنس بن مالك أنّه لمّا أنزلت (١٢) : (فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا) قال النّبيّ صلىاللهعليهوسلم : يا معشر الأنصار إنّ الله قد أثنى عليكم في الطّهور فما طهوركم هذا؟ قالوا : نتوضّأ للصّلاة ونغتسل من الجنابة ونستنجي بالماء ، قال : هو ذلك فعليكموه (١٣).
وقيل : إنّه مسجد قباء (١٤) ، روي عن عبد الله بن الحارث أنّ أهل قباء أتوا (١٥) النّبيّ صلىاللهعليهوسلم
__________________
(١) ساقطة من ك.
(٢) النسخ الثلاث : وخرج.
(٣) ينظر : تفسير البغوي ٢ / ٣٢٦ ، وزاد المسير ٣ / ٣٣٩ ، وتفسير القرطبي ٨ / ٢٥٧.
(٤) ينظر : تفسير الطبري ١١ / ٣٥ ، والتبيان في تفسير القرآن ٥ / ٢٩٨ ، وتفسير البغوي ٢ / ٣٢٦.
(٥) تفسير البغوي ٢ / ٣٢٦ ، وزاد المسير ٣ / ٣٤٠ ، وتفسير القرطبي ٨ / ٢٥٨.
(٦) النسخ الثلاث : أهلها ، وبعدها في ك : وحرقوه ، بدل (وأحرقوه).
(٧) في ك : الجيفة. وينظر : تفسير البغوي ٢ / ٣٢٧ ، والكشاف ٢ / ٣١٠ ، وتفسير القرطبي ٨ / ٢٥٣ و ٢٥٨.
(٨) في ك : ليل ، بدل (وفيه دليل). ومحمّد بن الحسن الشّيبانيّ.
(٩) ينظر : سنن سعيد بن منصور ٥ / ٢٧٤ ، والمعجم الكبير ٥ / ١٣٣ ، وتفسير البغوي ٢ / ٣٢٧.
(١٠) ينظر : السنن الكبرى للنسائي ٦ / ٣٥٩ ، وتفسير البغوي ٢ / ٣٢٧.
(١١) في ع : على.
(١٢) في ب : نزلت.
(١٣) ينظر : المنتقى ٢٢ ، والمستدرك ١ / ٢٥٧ و ٢ / ٣٦٥ ، والأحاديث المختارة ٦ / ٢١٩.
(١٤) ينظر : سنن سعيد بن منصور ٥ / ٢٧٥ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٢ / ٤٦٩ ، وفتح الباري ٧ / ٢٤٥.
(١٥) بعدها في ك : إلى.