و (الجبهة) : ما فوق الأنف (١) ، وكيّها أقبح وأبلغ في العلامة (٢). وكيّ الجنوب والظّهور يمنع راحة الاضطجاع (٣).
(هذا) : أي : يقال لهم : هذا (٤)(ما كَنَزْتُمْ).
٣٦ ـ (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ) : اتّصالها بما قبلها من حيث الإنكار على الأحبار (٥) والرّهبان وذكر صدّهم عن سبيل الله ، فمن جملة صدّهم عن سبيل الله (٦) أنّهم وجدوا الزّمان المشتمل على الشّهور الاثني عشر قاصرا عن الاشتمال على (٧) الفصول الأربعة ، نقلوا عن (٨) مواضعها بعد ما كانت معلّقة بالقمر ، أمّا اليهود فجعلوا السّنة المجبورة ثلاثة عشر شهرا وكرّروا السّنة التّاسعة عشرة جامعة لكسوره المجتمعة من الشّرعيّات وسمّوا الشّهر الزّائد آذار (٩) ، فكان لهم في السّنة المجبورة آذاران (١٠) ، والسريانيّون جعلوا لها تشرين الأوّل زائدا بيوم والكانون الأوّل زائدا والكانون الآخر زائدا ، وجعلوا شباط ثمانية وعشرين في ثلاث سنين وتسعة (١١) وعشرين يوما في السّنة الرّابعة فاستدركوا بهذا الحساب أوقات زرعهم وتجارتهم وضربهم في الأرض ، وأبطلوا مناسكهم وأعيادهم ومواسم دينهم فضلّوا وأضلّوا بتركهم مصالح معادهم لمصالح (١٢) معاشهم ، فأنكر الله ذلك عليهم وأخبر أنّ الشّهور في كتاب الله اثنا عشر شهرا يوم خلق السّموات والأرض ودوّر الأفلاك وسيّر الشّمس والقمر والنّجوم في بروجها ، فتبيّن أنّ الشّهور معلّقة بالقمر لا محالة ، وإلى هذا ذهبت العانانية من اليهود فاتّخذوا رؤوس شهورهم بالأهلّة وعدّوا ثلاثين إذا لم يروا الهلال ، واتّخذ (١٣) المغاربة من اليهود رؤوس شهورهم من ليلة القدر.
(مِنْها) : من جملة الشّهور الاثني عشر (١٤).
__________________
(١) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ٥ / ٢١٣ ، والبحر المحيط ٥ / ٣٤.
(٢) ينظر : مجمع البيان ٥ / ٤٨ ، وتفسير القرطبي ٨ / ١٢٩ ، والبحر المحيط ٥ / ٣٩.
(٣) ينظر : مجمع البيان ٥ / ٤٨.
(٤) ساقطة من ب. وينظر : التبيان في تفسير القرآن ٥ / ٢١٣ ، وتفسير البغوي ٢ / ٢٨٩ ، والقرطبي ٨ / ١٣١.
(٥) (على الأحبار) ساقطة من ب.
(٦) (فمن جملة ... الله) ليس في ب.
(٧) في ب : عن.
(٨) مكررة في ع.
(٩) في ع : آذا ، والراء ساقطة.
(١٠) في ك : آذارون.
(١١) النسخ الثلاث : وتسعا.
(١٢) (معادهم لمصالح) ساقطة من ب.
(١٣) في ك : واتخذوا.
(١٤) ينظر : تفسير الطبري ١٠ / ١٦١ ، والبغوي ٢ / ٢٨٩.